Havamil ve Şevamil
الهوامل والشوامل
Araştırmacı
سيد كسروي
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١م
Yayın Yeri
بيروت / لبنان
إِنَّه الطَّوِيل العريض العميق أَو تَقول: هُوَ ذُو الأبعاد الثَّلَاثَة ثمَّ ينعكس ذَلِك: إِن الطَّوِيل العريض العميق هُوَ الْجِسْم أَو ذُو الأبعاد الثَّلَاثَة هُوَ الْجِسْم. وَكَذَلِكَ تَقول فِي سَائِر الْحُدُود الصَّحِيحَة وَلِهَذَا تَقول فِي الْعلم: إِنَّه إِدْرَاك صور الموجودات وَتقول أَيْضا: إِدْرَاك صور الموجودات هُوَ الْعلم فَلَا يكون بَينهمَا فرق إِلَّا أَن الْعلم يدل دلَالَة إِجْمَال وَحده يدل دلَالَة تَفْصِيل على مَا قدمْنَاهُ ذكره وَبَيَانه. وَإِذا بَان أَن الْعلم إِدْرَاك وتصور فقد بَان أَنَّهُمَا انفعال لِأَن الصُّور إِنَّمَا تكون مَوْجُودَة: إِمَّا مُجَرّدَة عقلية وَإِمَّا مادية حسية وَإِذا أدركتها النَّفس فَإِنَّمَا تنقلها إِلَى ذَاتهَا نقلا لتنطبع تِلْكَ الصُّور فِيهَا وَإِذا انطبعت فِيهَا تصورت بهَا. وَهَذَا مُسْتَمر فِي المحسوس والمعقول. وَإِذا بَان هَذَا فقد بَان أَنه من بَاب الْمُضَاف لِأَن الْإِدْرَاك أثر يَقع بالمنفعل من الْفَاعِل وَكَذَلِكَ التَّصَوُّر. والأشياء الَّتِي من بَاب الْمُضَاف لَا سَبِيل إِلَى وجودهَا مُنْفَرِدَة وَلَا إِلَى تَحْصِيل ذواتها معراة من كل شَائِبَة كَمَا طالبت خصمك بِهِ لِأَنَّهَا لَا عين لَهَا ثَابِتَة فِي النَّفس مائلة بَين يَدي الْعقل إِلَّا من حَيْثُ هِيَ مُضَافَة فالمعلوم إِذن يتَقَدَّم الْعلم تقدمًا ذاتيًا وَكَذَلِكَ المحسوس يتَقَدَّم الحاس بِالذَّاتِ. وَالْفرق بَين التَّقَدُّم الذاتي والتقدم العرضي والزماني بَين فِي غير هَذَا الْموضع وَإِن كَانَا مَعًا فَأَما مَا ألزمته فِي خاصتك فِي الله - تَعَالَى عَن صِفَات المخلوقين - فقد عرفت مِمَّا تقدم من الْمسَائِل أَنا لَا نقُول فِيهِ - تقدس ذكره - إِنَّه عَالم بِالْحَقِيقَةِ الَّتِي نقولها فِي الْعَالم منا وَلَا نطلق شَيْئا من صِفَاته بالمعاني الَّتِي نطلقها فِي غَيره بِوَجْه من الْوُجُوه وَإِنَّمَا نتبع الشَّرِيعَة ونتمثل مَا تَأمر بِهِ ونسميه بِأحب الْأَسْمَاء وَنصفه بأعظم الصِّفَات الَّتِي نتعارفها نَحن معاشر الْبشر لِأَنَّهُ لَا سَبِيل لنا إِلَى غير مَا نعرفه فِيمَا بَيْننَا وَلَا طَرِيق لنا إِلَّا مَا يسْتَحقّهُ - عز
1 / 174