============================================================
طرنطاي(1) بن عبد الله المنصوري بالحبس بقلعة القاهرة . وتوفي في محبسه وبقي فيه مدة ثمانية أيام ميت(2). ثم أخرج من القلعة ليلة الجمعة سادس وعشرين ذي القعدة وهو ملفوف في حصير محمول على جنويه(2)، وخمل إلى زاوية الشيخ أبو(4) السعود، فغسله وكفنه الشيخ عمر خادم الشيخ أبو(4) السعود، ودفنه ظاهر الزاوية قبليها ليلا.
ولما تسلطن الملك العادل زين الدين كتبغا أمر بنقل الأمير حسام الدين طرنطاي إلى تربته التي أنشأها بمدرسته جوار داره داخل القاهرة المحروسة بالبندقانيين.
حكى لي الأمير نجم الدين حمزة بن الأمير سيف الدين المحفدار أن جملة ما أخذ من دارالأمير حسام الدين طرنطاي، وحمل إلى قلعة الجبل وأنفقه السلطان في الأمرا والعساكر المنصورة من الذهب العين ستمائة ألف دينار مصرية، ومن النقد مائة وأحد وسبعين(5) قنطار فضة بالقنطار المصري، وأخذ السلطان من مماليكه ما أعجبه منهم، والباقي فرقه على الأمرا، ومن الخيل والحجرة والجمال ما لا يحصره عدد، ومن/30/ العدد النحاس المطعم والفضيات والأواني ما لا توجد لملك، وحوايص ولجم الخيول، وسروج كثيرة ما لها قيمة. هذا غير حواصل الغلال والبضايع، ومن حواصل البلاد من الديار المصرية والشامية، وما أخفوه النواب، والبواقي له في جميع الجهات ما يعلمه إلا الله تعالى . وخلف من الأولاد الذكور ابنين، أحدهما أعمى اسمه ناصر الدين محمد، وبعد وفاته بمد شهر طلب ولده الأعمى الدخول على السلطان الملك الأشرف فأذن له، فلما حضر بين يديه بكى وترك المنديل على وجهه ومذ يده وقال: شيء لله، وذكر أنه وأهلهم لهم (1) أنظر عن (الأمير طرنطاي) في : نزهة المالك والمملوك للعباسي (مخطوط) ورقة 112، وتالي كتاب وفيات الأجيان 94 رقم 139، والمختصر في أخبار البشر 24/4، والعبر 361/5، والبداية والنهاية 318/13، وعيون التواريخ 64/23، 65، ودرة الاسلاك 1/ورقة 88أ، والسلوك 1ق757/3، والنجوم الزاهرة 383/7، وتذكرة النبيه 136/1، والدليل الشافي 361/1 رقم 1238، والمنهل الصافي 386/6- 388 رقم 1241، وعقد الجمان (3) 29- 32، والجوهر الثمين 105/2.
(2) كذا، والصواب: "ميتآ".
(3) الجنوية : النقالة التي تستخدم لنقل الجرحى والموتى، وهي سياج من مخازق الخشب، وتسمى أيضا: "الحسيكة". (السلوك ج1ق577/3 حاشية 2) .
(4) كذا، والصواب: "أيي" في الموضعين.
(5) الصواب: "وسبعون" .
Sayfa 25