العدو. ثم صرح بذلك: فظهر في صورة كبش من ظهر بصورة إنسان للا بل بحكم ولد من هو عين الوالد، والكل هو الحق، والكبش والإنسان والوالد والولد تارة يظهر باعتبار الوجود في صورة كبش من ظهر بصورة الإنسان، وبحكم ولد من هو عين الوالد، وما ثم إلا هو. لكن لنعد للمحل والمجلي، والعين واحدة، ثم فسر ذلك وصرح به في قوله : وخلق منها زوجها ، فما نكح سوى نفسه ، فباعتبار الوجود وهو الناكح وهو المنكوح والكل هو، فمن الناكح ومن المنكوح . فهل سمعتم كفرا - معاشر العقلاء - أفحش من هذا، يقال للربوبية أعظم من هذا، من أبو جهل عند هذا ؟ كان أبو جهل خلفا بليدا ، لكنه يبغض الحق ويعادي الرسول صلى الله عليه وسلم والله ما وصل كفره وفحشه إلى هذا، وما وصلت فطنته إلى قلب الحقائق والأعيان كما هو قلب هذه الحقائق، وجعل الخالق مخلوقا ، والمخلوق خالقا، والناكح ما نكح سوى نفسه ، لأنا ما رأيناه نقص منه شيء، فلما ظهرت حواء منه، فكان الظاهر منها هو، وفي الحقيقة على زعمه وفحشه الوجود المطلق الظاهر في آدم وحواء هو الناكح وهو المنكوح. ثم حقق ذلك فقال: وما الذي ظهر منها غيرها ، وما هي عين ما ظهر منها لاختلاف الصور في الحكم. الأول : باعتبار الوجود الذي ما ظهر منها غيرها، فإن الوجود واحد. والثاني : باعتبار المحل والمجلي الذي تجلى فيه للحق ما هي غير
Sayfa 53