قوله: »فحكه« أي بالعرجون كما في رواية القناطر، وفي رواية البخاري فحكه بيده، قال ابن حجر: "أي تولى ذلك بنفسه إلا أنه لم يباشر بيده النخامة، ويؤيد ذلك الحديث الآخر (إنه حكها بعرجون)" إلخ.
قوله: »فإن الله قبل وجهه«، في بعض روايات البخاري "وإن ربه بينه وبين القبلة"، قال ابن حجر: "قال الخطابي: معناه يعني في الروايتين أن توجهه إلى القبلة يفهم بالقصد منه إلى ربه فصار في التقدير (كان مقصوده بينه وبين قبلته)، وهذا التعليل يدل على أن البزاق في القبلة حرام سواء كان في المسجد أم لا، ولا سيما من المصلي، ولا يجري فيه الخلاف في أن كراهية البزاق <1/316> في المسجد هل للتنزيه أو التحريم؟ وفي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان من حديث حذيفة مرفوعا (من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه) وفي رواية ابن خزيمة من حديث ابن عمر (يبعث صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه) إلخ، ومثل القبلة اليمين كما في القناطر، وفي بعض طرق الحديث (فلا يبصقن أمامه فإنما يناجي الله ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا) إلخ.
قوله: »إن أعرابيا بال في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم«. قال ابن حجر: "حكى أبو بكر التاريخي عن عبد الله نافع المدني أنه الأقرع بن حابس التميمي، ثم ذكر في رواية أخرى أنه ذو الخويصرة اليماني، ووجدت في حاشية أنه عيينة بن حصين، وذكر ابن حجر في بعض الروايات (أنه صلى ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لقد حجرت واسعا، فلم يلبث أن بال في المسجد) إلخ، ولفظ الحديث في بعض طرق البخاري عن أنس بن مالك قال: (جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فأهريق عليه).
Sayfa 310