Tartib Şerhi
حاشية الترتيب لأبي ستة
قوله: «ولا صلاة لمن لا وضوء له» يعني أن الوضوء شرط في صحة الصلاة، والمشروط ينعدم بانعدام شرطه، وهذا بالنظر إلى القادر عليه كما هو معلوم. وتتمة هذا الحديث في بعض الروايات: «ولا صلاة ولا وضوء لمن لا صوم له ولا صوم إلا بالكف عن محارم الله».
قوله: «ويل للعواقب من النار» هكذا فيما رأيناه من النسخ بواو بعدها ألف، والذي في كتب قومنا: "ويل للأعقاب" ولفظه في البخاري عن عبد الله بن عمر قال: تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عنا في سفرة فأدركنا <1/114> وقد أرهقنا العصر فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثا، انتهى، وهذا هو الظاهر لأن العقب بكسر القاف وهو مؤخر الرجل لا يجمع هذا الجمع بل يجمع على أفعال جمع قلة وعلى فعال جمع كثرة، اللهم إلا أن يقال: الرواية (للعراقيب ) بالراء فصحف بالواو وهو جمع عاقبة وهو آخر كل شيء، والله أعلم، فليراجع.
ثم أخبرني ثقة أنه رأى في منهاج الطالبين للشيخ خميس بن سعيد أنه ذكر فيه روايتين الأعقاب والعراقيب، قال ابن حجر: قوله: للأعقاب أي المرئية إذ ذاك فاللام للعهد ويلتحق بها ما شاركها في ذلك، والعقب مؤخر القدم، وقال البغوي معناه ويل لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها، وقيل أراد أن العقب يختص بالعقاب إذا قصر في غسله، وفي الحديث تعليم الجاهل ورفع الصوت بالإنكار وتكرير المسألة لتفهم كما تقدم في كتاب العلم، انتهى. أقول والتأويل الأول هو الظاهر، والثاني هو المتبادر، والله أعلم.
قوله: «للقيط بن صبرة« قال شيخنا رحمه الله في حواشيه على الإيضاح: (لقيط) باللام في أوله والطاء المهملة في آخره كذا رأيته في نسخة صحيحة وصبرة بالصاد والباء، انتهى، يعني بضم الصاد وإسكان الباء.
Sayfa 109