الطهارة. وممَّا يَتأْ كَّدُ الأَمْرُ بِهِ المُحَافَظَةُ على الصَّلاةِ فِى أَوْقاتِهَا المَشْروعةِ. وَلهُ أنْ يَقْصُرَ وَيَجْمَعَ، وَلَهُ تَرْكُ الْجَمْعِ وَالْقَصْرِ، وَلَهُ فِعْلُ أَحَدِهِمَا وَتَرْكُ الْآخَرَ، لَكِن الأفضَلُ أنْ يَقْصُرَ وأنْ لاَ يَجْمَعَ للخُرُوج منْ خِلافِ العُلَماءِ فى ذَلكَ، فَإنّ أبا حنيفةً وغَيْرَهِ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالى قَالُوا الْقَصْرُ واجبٌ والجَمْعُ حَرَامٌ إلاَّ فى عَرَفَةَ والمُزْدَلِفَةَ

نفسه وماله ويقرأ آيات الحرس المشهورة وهى ثلاث وثلاثون آية من أول البقرة إلى المفلحون، وآية الكرسى إلى خالدون، ولل مافى السموات إلى آخرها، وإن ربكم اللّه إلى قريب من المحسنين ، وقل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى آخرها، ومن أول الصافات إلى لازب، ويا معشر الجن فى الرحمن الى ينتصران، ولو أنزلنا إلى آخر الحشر، وأنه تعالى جد ربنا إلى شططا. وينبغى إذا غشيه الصبح أن يقول ما فى مسلم أنه ﷺ كان إذا كان فى سفر وأسحر يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه أى نعمته علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذاً بالله من النار . زاد الحاكم يقول ذلك ثلاث مرات ويرفع بها صوته ، وسمع بكسر الميم مخففة أى شهد شاهد أمر بلفظ الخبر أى ليشهد الشاهد بحمد الله أو بفتحها مشددة أى بلغ سامع قولى هذا لغيره تنبيهاً على الذكر والدعاء وعائذ إما على حقيقته أو بمعنى متعوذاً كما يقال مستجار بالله بوضع الفاعل مكان المفعول كسر كاتم بمعنى مكتوم . وإذا جهد الظهر جهداً شديداً من كثرة السير فليقل اللهم احمل عليها فى سبيلك فإنك تحمل القوى والضعيف والرطب واليابس فى البر والبحر للاتباع كما أخرجه الطبرانى. ويّسن لمن سمع نهيق حمار أن يتعوذ ويصلى على النبى ﷺ. ويسن أن يستصحب معه خمساً لم يكن النبى ﷺ يدعهن سفراً ولا حضراً، المرآة والمكحلة والمشط والسواك والمدرى وهى حديدة كالمسلة تحك بها المرأة رأسها وتفرق شعرها ، وقيل مثل المشط لها ساعد جرت عادة الكبير أن يحك بها مالا تصله يده ويفرق بها شعره ، وفى رواية الإبرة والخيط والمقراض والمخصف والقارورة . زاد بعض الصوفية الركوة والحبل ولا بأس به بل ربما يحتاجهما المسافر أكثر من غيرهما (قوله لكن الأفضل أن يقصر وأن لا يجمع الخ) إنما يكون القصر أفضل لمن بلغ سفره ثلاث مراحل، وحينئذ فلو تعارض هو وصلاة الجماعة قدم الجماعة لأنها فرض كفاية وهو سنة . وقول أبى حنيفة بوجوبه عارضه قول أحمد بوجوبها عيناً فيتساقطان وترجح هى بما مر. فإن قلت أحمد لا يقول بالبطلان إذا انتفت الجماعة وأبو حنيفة يقول به إذا انتفى القصر فكانت رعاية خلافه أولى، قلت قوله بوجوب القصر عارض سنة صحيحة وهى قول عائشة رضى الله عنها يا رسول الله