المنثور

المطلب الأول

دراسة عنوان الكتاب

ويعرف اسم هذا الكتاب باسم قواعد الزركشي في أصول الفقه، والبعض يقول المنثور ((المنثور في القواعد الفقهية)) لأن صاحبه رتبه على حروف المعجم، وهو كتاب فريد في ترتيبه عميق في أسلوبه له مكانته بين الكتب التي كتبت في هذا الفن.

وقد ذكر مفهرس معهد المخطوطات العربية وصاحب ((كشف الظنون)) وغيرهم أن اسمه ((القواعد في الفروع))^(١)، وذكر الزركلي في ((الأعلام)) أن اسمه ((المنثور))^(٢).

وأياً كان الخلاف في التسمية فإننا نقول: بأن للإمام الزركشي كتاباً في القواعد له الصدارة بين غيره من الكتب التي كتبت في قواعد الفقه.

وأقرب ما يقال في اسمه هو ((المنثور في القواعد الفقهية)) كما أثبته صاحب الحاشية العبادي في مقدمته على هذا الكتاب؛ ولأن مؤلفه رتبه على حروف المعجم فهو لم يراع في ترتيبه ذكر القواعد المتفق عليها والمختلف فيها في كتاب مستقل كما فعل السيوطي في ((الأشباه والنظائر))، بل نراه يذكر القواعد متفرقة فنراه يذكر مثلاً قاعدة (اليقين لا يزول بالشك) في حرف الياء، وقاعدة (المشقة تجلب التيسير) في حرف الميم، وما يتعلق بقاعدة (العادة محكمة) في حرف العين وهلم جرا، فيفهم من هذا المنهج الذي سلكه أن إطلاق