156

Haşiye-i Sindî Ala Sahih-i Buhari

حاشية السندي على صحيح البخاري

قوله : (صلى بنا ركعتين) استدل به من يقول صلاة الكسوف كصلاة النافلة ، فإنه المتبادر من لفظ صلى ركعتين سيما وقد زاد النسائي كما تصلون ، والصلاة المعلومة لهم هي كالنافلة ، وقد أجاب من يقول بخلافه بحمله على أن المعنى كما تصلون في الكسوف لأن أبا بكرة خاطب بذلك أهل البصرة ، وقد كان ابن عباس علمهم أنها ركعتان في كل ركعة ركوعان كما روي ذلك ابن أبي شيبة وغيره وكذا استدل الأولون بحديث النعمان ابن بشير وفيه فجعل يصلي ركعتين ، وأجلب الآخرون بأن المعنى ركوعين ركوعين في كل ركعة توفيقا بين الأحاديث وإطلاق الركعة على الركوع في أحاديث باب الكسوف كثير. وكذا استدلوا بحديث فإذا رأيتموهما فصلوا إذ المتبادر من الصلاة ما يكون كل ركعة منها بركوع لا بركوعين.

وأجاب الآخرون بأن القول مبين بالفعل إذ هما كانا مقارنين فلا يتبادر عند ذلك من القول إلا ما وقع به الفعل ورده الأولون بأن البيان مضطرب ومعارض بعضه ببعض ، فإنه جاء أن كل ركعة كانت بركوعين وثلاثة وأربعة إلى غير ذلك ، والحمل على تعدد الوقائع مشكل إذ لم يعهد وقوع الكسوف مرارا كثيرة في قدر عشر سنين ، فسقط البيان للتعارض ، فبقيت الصلاة مطلقة فوجب حملها على المتعارفة والله تعالى أعلم.

356

قوله : (لموت أحد ولا لحياته) كأنهم كانوا يتوهمون أن مطلق الكسوف يكون لأحد الأمرين : إما لموت عظيم أو لولادته كما كانوا يتوهمون ذلك في الشهب ، فعلى وفق ذلك التوهم توهموا أن هذا الكسوف لموت إبراهيم فنفى صلى الله تعالى عليه وسلم بذلك كون مطلق الكسوف لموت أو حياة ، ويحتمل أن ذكره للمبالغة في أنه ليس للموت على معنى أنه لا تعلق له بموت أحد أصلا لا بأن يكون له ولا بأن يكون لمقابلة ومثله في موضع المبالغة متعارف والله تعالى أعلم.

Sayfa 165