وكأنما قدح ولا خمر
إلى كثير من أمثال ذلك ...
والرشيد يستجيب لنصح ذاك، وتهتك هذا ... ولإمعان الناس في عهد الرشيد في الشراب فلسفوه، وأكثروا القول فيه، حتى لم يقل شعراء في لغة ما قالوه في هذا العصر، وتفننوا فيه فأخذوا لونا من الشراب من الروم، وهو خمر ممزوج بالعسل، ونقلوا اسمه الرومي - وهو الرساطوني - ولم يأتمروا بأمر الإسلام؛ إذ يقول:
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون .
ومن أجل الهروب من هذا الأمر أخذوا يتفننون في الأسئلة؛ ما المراد بالخمر؟ أهو يشمل النبيذ أو لا يشمله؟ وما القدر الذي يحل والذي يحرم، وما النوع الذي يحرم وما النوع الذي يحل؟
ويظهر أن الإمام أبا حنيفة كان يتبع عبد الله بن مسعود في تحليله لنبيذ التمر، والزبيب، إذا طبخ، أو في شرب قدر منه لا يسكر، وكذلك نبيذ العسل والتين والبر.
وأخذ الشعراء يتفكهون في شعرهم بحرمة الخمر كالذي قال:
من ذا يحرم ماء المزن خالطه
في جوف خابية ماء العناقيد
إني لأكره تشديد الرواة لنا
Bilinmeyen sayfa