وكان الوليد يوم الوقعة ينشد:
أنا الوليد بن طريف الشاري
قسورة لا يصطلى بناري
جوركم أخرجني من داري
وقد تزعمت الفارعة حركة الثوار بعد مقتل أخيها، وتولت القيادة بنفسها، واشتبكت مع جيش الرشيد في معركتين داميتين حتى نهرها أحد أقاربها ... فأمرها أن تلقي السلاح، وتعود إلى خدرها، وكانت وسيمة الطلعة، رشيقة القوام، أديبة ظريفة، تحفظ الشعر وتقوله.
ومن النوع الخامس:
أن بلاد تلمسان بالمغرب أرادت أن تنفصل عن الدولة العباسية فثارت، وحملت الدولة مبالغ طائلة لإخضاعها، وكانت مصر تدفع نحو مائة ألف دينار سنويا من إيرادها الخاص لسد عجز حكومة أفريقيا، حتى تمكن إبراهيم بن الأغلب من الاتفاق مع الرشيد على تهدئة الثورة، وتحمل المبلغ الذي تدفعه مصر، وتقديم أربعين ألف دينار سنويا إلى حكومة بغداد.
ومن النوع السادس:
أن الرشيد كان يهتم أكبر اهتمام بالروم، خصوصا بعد أن أخلوا سنة 180 بشروط الهدنة التي كانت إيريني قد عقدتها مع المنصور؛ إذ أغاروا على البلاد الإسلامية فبعث إليهم الرشيد من هزمهم، واستولى على مدينة لهم بقرب أنقرة، وعلى أنقرة نفسها، وأعاد احتلال قبرص بعد أن خرجت من أيدي المسلمين ... وألزم الروم بدفع الجزية، وتبادل الأسرى، ولكن نقفور ملك الروم كتب إلى الرشيد - فيما يرويه مؤرخو المسلمين - رسالة غير مؤدبة يقول فيها:
من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب.
Bilinmeyen sayfa