فقال الحاج علي: لعل البخاري لا يكذب، ولكن قد يكذب غيره.
فصاح الشيخ رضوان: أتقصد أنني الكذاب يا حاجعلي؟! منك لله يا شيخ.
فقال العمدة محاولا تهدئة الشيخ رضوان: لا تكن عجولا يا شيخ رضوان، فالحاج علي لم يقصد إلى هذا ...
وقال الحاج علي مبتسما وقد أحس أنه أفرط على الشيخ رضوان: لا والله يا شيخ رضوان، أنا لا أقصد أنك كذاب - لا قدر الله - ولعلك قرأت الحديث في كتاب غير البخاري، نقل الحديث ونسبه كذبا إلى البخاري.
وهنا صاح الحاج إبراهيم: ما هذا يا رجل؟ أتكلم عن أحمد الكلب فتقطعون كلامي وتتشاجرون؟
فقال الحاج علي في مزاح قريب إلى الجد: أما آن لك أن تنتهي عن أحمد يا حاج إبراهيم؟ الجميع يعرف أنه مختلف معك على الفدان الواقع في وسط أرضك.
فقال الحاج إبراهيم محتدا: اسمع يا حاج علي امرأتي طالق ثلاثا يا شيخ، إن أنا اشتريت هذا الفدان في الحال أو الاستقبال، أو إن أنا جعلت أحدا من أبنائي يشتريه ودفعت ثمنه سرا ... ما رأيك؟
فبهت الحاج على هنيهة ثم قال: لماذا يا حاج إبراهيم؟ لقد كنت أمزح معك يا رجل.
فقال الحاج إبراهيم: لا يا سيدي، أنا رجل عشت عمري شريفا، عينت شيخا للبلد وكلكم تعرفون أن يدي لم يصلها مليم عن طريق غير شريف.
واحمر وجه العمدة، وواصل الحاج إبراهيم حديثه: نعم إني أريد شراء هذا الفدان ... وأستطيع أن أكتب البلاغ، تلو البلاغ؛ لأشكو أحمد أبو خليل وأقلق منامه وأجعله لا يبيت ليلة مطمئنا، وأستطيع أن أحبس عنه المياه فلا يراها إلا في دموع عينيه، أستطيع يا حاجعلي، ولكني لم أفعل؛ لأني شريف، ولكنني أيضا لا أستطيع أن أسكت عن الحرام وأغفل على الزور وأستر على الإجرام، حتى أمنع الناس أن يتهموني بالتحيز ضد أحمد، أرض أحمد حرام علي وعلى أولادي في حياتي حرمتها على نفسي لأقول الحق وسأقوله ...
Bilinmeyen sayfa