Savaş ve Barış

Lev Tolstoy d. 1450 AH
88

Savaş ve Barış

الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة

Türler

كان شينشين - كعادته - يقفز من الفرنسية إلى الروسية وبالعكس. أجابه الزعيم - وهو يضرب المائدة بيده: ينبغي أن نحارب حتى آخر نقطة من دمائنا، وأن نموت في سبيل إمبراطورنا إذا اقتضى الأمر، وأن نناقش الأمور على أضيق مدى ممكن.

وضغط كذلك على المقطع الأخير، وأردف مكررا: نعم على أضيق مدى ممكن؛ وعندئذ سيسير كل شيء على ما يرام، أليس كذلك؟

وراحت عيناه تبحثان من جديد عن موافقة الكونت وتأييده، ثم استرسل قائلا: إننا معشر الجنود القدامى نفكر بمثل هذه العقلية فقط! فما رأيك أيها الجندي الشاب والفتى الغض؟

كان السؤال الأخير موجها إلى نيكولا الذي ما إن شعر بأنهم يتحدثون عن الحرب حتى أغفل صديقته واندفع، بكل حواسه، مصغيا إلى ما يدور من حديث حول هذا الموضوع، قال مجيبا على السؤال بحماس بين: إنني من رأيك تماما.

ثم أزاح الصحاف والأقداح من أمامه بجرأة الرجل الذي يتهدده خطر ماحق، وأضاف: نعم، إنني مقتنع بأن على الروس، إما أن ينتصروا وإما أن يموتوا كراما.

كانت العبارة الطنانة شديدة الوقع في ذلك الجو، لكنه شعر بعد فوات الأوان أنها لا تنسجم مع الجو، كما لا حظ المدعوون؛ لذلك فقد بان عليه الارتباك، فقالت جارته جولي تؤيده: إن ما قلته لرائع جميل!

أما سونيا، فإنها عندما سمعته يتكلم على ذلك النحو، اقشعر جسمها، وتضرج وجهها، حتى إن عنقها لم ينج من تأثير القشعريرة، وغدا أرجوانيا.

وكان بيير يصغي إلى آراء الزعيم، فأيده بإشارة من رأسه، وقال: إنه لعمري رأي سديد ناضج.

بينما هتف الزعيم - وهو يضرب المائدة بقوة وشدة فاقتا ما بدر منه في المرة السالفة: إنك جندي حقيقي، أيها الشاب!

غير أن صوت ماري دميترييفنا الخفيض ارتفع فجأة من الطرف الآخر للمائدة مجلجلا، قالت تسأل العسكري الكبير: ما هذا الصخب؟ لم تضرب على المائدة؟ مع من تظن نفسك الآن؟ هل تعتقد أنك أمام الفرنسيين في هذه اللحظة؟

Bilinmeyen sayfa