Savaş ve Barış
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Türler
أجابها الأمير بازيل: سأعمل ما في وسعي يا أميرة، صدقيني، غير أنه من العسير بالنسبة لي أن أتحدث إلى الإمبراطور، إنني أوصيك أن تعمدي إلى روميانتسيف
Roumiantsev ، عن طريق الأمير جوليتسين
Golitsyne . إن ذلك سيكون أدعى إلى النجاح.
كانت تلك السيدة المسنة - وهي إحدى أميرات دروبتسكوي
Droubetskoi - تحمل واحدا من أكبر الأسماء في روسيا، لكن الفقر اضطرها إلى اعتزال المجتمعات، ففقدت باعتزالها علاقاتها السالفة، وقد جاءت إلى بيترسبورج على أمل الوصول إلى وعد جازم بنقل ابنها الوحيد إلى ملاك الحرس، وقد حضرت تلك الحفلة دون أن تدعى إليها؛ بغية لقاء الأمير بازيل فيها، وكانت هذه الغاية وحدها هي التي حملتها على الإصغاء بصبر نافد إلى قصة الفيكونت، وقد أخافها جواب الأميرة في بادئ الأمر؛ إذ أفصح وجهها الذي ظل محتفظا ببقايا جمالها الغابر، عن انفعال يشوبه الذعر، لكنها سرعان ما استعادت ابتسامتها وازداد ضغطها على ذراع محدثها بعصبية مكتومة.
قالت: أصغ إلي يا أميري، إنني لم أسألك قط معروفا، ولن أسألك كذلك منة، إنني لم أذكرك قط بالصداقة التي كان أبي يكنها لك، غير أنني أستحلفك الله أن تتوسط الآن من أجل ابني.
ثم أردفت بكلمات متتابعة متلاحقة تقول: سأعتبرك المحسن المنان الذي غمرني بمعروفه. لا تغضب، عدني فقط. لقد قابلت جوليتسين فرفض.
واستطردت ضارعة مبتهلة وهي تحاول الابتسام رغم حجاب الدمع الذي كان يغمر مآقيها: كن ذلك الغلام الطيب الذي كنته من قبل.
هتفت الأميرة هيلين التي كانت تنتظر أمام الباب، وقد أدارت رأسها الجميل فوق كتفيها المتناسقين الرشيقين: أبتاه سوف ... سوف نتأخر عن الموعد.
كان النفوذ في «العالم» الراقي ذخيرة طيبة يجدر الاحتفاظ بها، وإلا فإنها سرعان ما تتبخر فيفقر صاحبها؛ لذلك كان الأمير بازيل شديد الشح على ذخيرته تلك، قلما يمد يده إليها ، وهو على تمام الثقة من أنه لو حاول صرفها في التوسط لمصلحة كل من يلتمسون منه وساطة ما، وجد نفسه صبيحة ذات يوم عاجزا عن سؤال أي شيء لمصلحته الشخصية. مع ذلك، فإن نداء الأميرة دروبتسكوي الملح، خلق في نفسه شيئا من التبكيت والتعنيف الخفي، لقد نطقت الأميرة العجوز بالصواب: إن أباها كان صاحب الفضل؛ إذ قاد خطوات بازيل الأولى في طريق الرفعة والسمو الذي بلغ إليهما. أضف إلى ذلك أنه لاحظ من مظاهر تلك السيدة وتصرفاتها، أنها من تلك النسوة أو الأمهات اللاتي يتابعن السير وراء غايتهن، ويعملن المستحيل في سبيل تحقيقها، حتى إذا تعثرن بقصبة أو تصدى لهن كائن، أشبعنه تقريعا ولوما في كل لحظة، وأوسعنه تعنيفا، فكان هذا الاستنتاج الواضح الصحيح سببا في حسم الموضوع.
Bilinmeyen sayfa