Savaş ve Barış
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Türler
كان بين «هيبوليت الجذاب» وأخته هيلين الفاتنة شبه بين واضح، لم يمنع أن يكون الأخ شديد البشاعة، رغم وحدة التقاطيع؛ لقد كانت قسمات هيلين مضاءة أبدا بتلك الابتسامة الرصينة الفتية الخالدة، التي تشع حبورا، وتعرب عن استمتاع ببهجة الحياة، على عكس أخيها الذي كانت قسماته مكفهرة مظلمة، وقد انسدل عليها حجاب من الغباء، فأصبحت تنم عن زهو متجهم ثابت. وكان تكوين هيلين الكامل الذي أبدع الفنان في صوغه وتركيبه، يتناقض مع جسد هيبوليت الأعجف النحيل، فكان وجهه أبدا متقلصا، تحيط بأنفه وفمه وعينه خطوط تدل على شراسة طبعه، أما ذراعاه وساقاه فكانت تتخذ أبدا وضعيات مقتبسة منفرة.
لم يكن يجلس في مقعده، حتى بادر يثبت عوينته، وهي الحركة الملازمة التي بدونها ما كان يستطيع البدء في الحديث.
قال مستفسرا: أهي قصة أشباح؟
فأجاب المحاضر وهو يهز كتفيه بحيرة: كلا يا عزيزي.
قال الأمير معللا سؤاله: ذلك أنني أمقت قصص الأشباح.
كانت لهجة الأمير تدل على أنه لا يتحرى الدقة في عباراته، وأنه يفهم مرامي أقواله بعد أن يصرفها، وكان يتحدث بتأكيد حاسم، حتى إن المستمع ليحار في أخذ عباراته على محمل الرشد أو الدعابة. كان يلبس جوارب حريرية، وينتعل خفين، ويرتدي «فراكا» أخضر قاتما، وتحته سراويل اصطلح على تسميتها: فخذ جنية مروعة.
استطاع الفيكونت أخيرا أن يروي الحكاية بحماس يتناسب مع خطورتها، ولم تكن الأحدوثة جديدة أو غريبة. كانت خلاصتها أن الدوق دانجيان الذي جاء سرا إلى باريس لزيارة المدموازيل جورج، وجد عندها بونابرت الذي كان حائزا على عطف الممثلة الشهيرة، والتفاتتها كذلك، فانتاب بونابرت إغماء جعله تحت رحمة خصمه، الذي عزف عن الإفادة من الفرصة وانتهازها، وقد سبب نبله ذاك مقتله بعدئذ؛ لأنه بإغضائه عن قتل بونابرت في نوبة من النوبات التي كان فريسة لها، ترك لبونابرت إمكانية رسم الخطة للانتقام من الدوق بقتله.
كانت الأحدوثة على شيء من الإثارة، خصوصا في الجزء الذي يصف لقاء الخصمين الفجائي، وقد أحدثت هذه الناحية تأثيرا في السيدات، فهتفت آنا بافلوفنا وهي تستفسر الأميرة الشابة بنظرة من عينيها: بديع، أليس كذلك؟
فغرزت هذه إبرتها في أشغالها؛ دلالة على أن تلك القصة الممتعة لا تسمح لها بالاستمرار في عملها، وقالت مؤيدة: رائع!
شكر الفيكونت الأميرة بابتسامة على إطرائها الصامت، الذي أحسن تقديره، وهم بمعاودة الحديث عندما لاحظت آنا بافلوفنا أن الشاب، الذي كانت تخشى سوء تصرفه وصدور حماقة عنه، مشتبك في نقاش صاخب حامي الوطيس مع الأب موريو، فهرعت من فورها نحو الجبهة المهددة.
Bilinmeyen sayfa