Savaş ve Barış
الحرب والسلم (الكتاب الأول): إلياذة العصور الحديثة
Türler
قال يخاطب أحد قواد الكتائب، وهو يبتسم ابتسامة كلها رضى: حسنا يا عزيزي ميخائيل دميتريش، أيها الباسل! لقد احتمل كل منا نصيب رتبته من أعباء الليلة الفائتة، أليس كذلك؟ غير أن السرية كلها تبدو لي في أوجها كذلك، ألست من رأيي؟
كان ضابط الكتيبة قد أجاب على قائده الأعلى بابتسامة لا تقل انشراحا وانبساطا عن ابتسامته، فلما شعر أن الرئيس قد تطرق إلى المزاح الجميل أجابه ضاحكا: إنني أعتقد أننا ما كنا لنقطب وجوهنا ونعبس، ولو كنا في ساحة القتال!
فقال الجنرال مستفهما: هم؟
وفي تلك اللحظة ظهر فارسان على طلايق برونو، حيث كان قد أقيم عليها مراقبون بانتظار مقدم القائد الأعلى، كان أحدهما ضابطا مساعدا والآخر فارسا قوقازيا، كانت القيادة العليا قد أرسلتهما لقائد السرية؛ ليوضحا له ما غمت من أمر البارحة، أوضح الضابط المساعد للجنرال أن القائد الأعلى يرغب في رؤية السرية على ما كانت عليه حالها عندما وصلت إلى مكانها الحالي، دون أي تعديل أو تبديل؛ أي إنه كان يريد تفتيش الفرقة بألبسة الميدان.
تلقى كوتوزوف صباح أمس، أحد أعضاء القيادة المتحالفة «هوف كريجران»؛ جاء من فيينا يرجوه، ويستدعيه للقيام بعملية الالتحاق مع جين ماك
2
وجين الأرشيدوق فرديناند،
3
ورأى كوتوزوف أن الالتحاق بذينك الجيشين غير مجد؛ لذلك فقد أراد أن يظهر للجنرال النمساوي، بين العديد من الآراء المؤيدة لوجهة نظره، الحالة السيئة التي بلغت إليها الجيوش الروسية القادمة من روسيا، ولهذا السبب وحده، كان يريد استعراض الوحدات القادمة التي كانت ستزيد اغتباطه كلما كانت حالته أكثر سوءا، ولما كان الضابط المساعد يجهل هدف قائد السرية، فقد نقل إليه رغبة القائد الأعلى في لقاء السرية على حالها التي كانت عليها عند بلوغها مرحلتها الأخيرة، وأنه في حالة عدم تنفيذ تلك الرغبة، فإن القائد الأعلى سيكون شديد الاستياء، فهز الجنرال قائد السرية كتفيه، وأطرق برأسه، وباعد بين ذراعيه، وقال بلهجة غاضبة يحدث قائد الكتيبة: ها نحن في موقف سيئ! لقد قلت لك يا ميخائيل دميتريش أن المعاطف واجبة في الميدان، رباه، رباه!
وسار بخطى حثيثة وصاح بصوته الآمر: يا حضرات قواد الفصائل، أيها النقباء!
Bilinmeyen sayfa