139

Mısır'da 19. Yüzyıl Boyunca Çeviri Hareketi

حركة الترجمة بمصر خلال القرن التاسع عشر

Türler

وهو إلى جانب ذلك شرع في ترجمة وصايا لقمان، وطبعها في كتيب علق عليه بنفسه في مجلة «لاديكاد» قائلا: «ألحقت ترجمة فرنسية بالطبعة العربية؛ لأني أردت قبل كل شيء أن أترجم النص العربي ترجمة حرفية بقدر المستطاع مغفلا أناقة الأسلوب حتى لا أخالف النص العربي، وقد سلكت هذا المسلك في الترجمة؛ لاعتقادي بأن عملي هذا قد يعود بالفائدة على بعض الأشخاص الذين يرغبون في دراسة اللغة العربية، ولم يأنسوا حتى الآن ما يعينهم على تحقيق تلك الرغبة؛ إذ لم يجدوا نصوصا عربية ترافقها ترجمة حرفية.»

ونقول بصفة عامة: إن هؤلاء المترجمين حاولوا مراعاة الدقة في ترجمتهم، ولو أنهم كانوا يميلون إلى بعض التصرف مع حفظ المعاني، ودونك مقتطفات من ترجمة جوبير لكتاب جغرافية الإدريسي من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية:

الحمد لله ذي العظمة والسلطان، والطول والامتنان، والفضل والإنعام، والآلاء الجسام الذي قدر فحكم، ورأف (رزق) فأنعم، وقضى فأبرم، ودبر فأتقن، وذرأ وبرأ فأحسن ما صور فاتصلت بالعقول معرفته، وقامت في النفوس حجته، ووضع للعيون برهانه، وقهر الألباب قدرته وسلطانه.

وأول ما أبتدئ به من ذلك الكلام على صورة الأرض المسماة بالجغرافية كما سماها بطليموس ووصفها به، ومن الله نستمد المعرفة والتوفيق والتسديد في كل منهج وطريق، فهو جلت قدرته بذلك جدير وعليه قدير.

Gràces soient rendues à Dieu, Etre essentiellement grand et puissant, incorporel. Dieu de bonte, de bienfaisance et de longaminité, juge souverain qui peut tout, qui est clément et miséricordieux, qui gouverne tout, qui posséde une science infinite, qui a donné à tout ce qu’il a créé des formes parfaits don’t la connaissance est gravee dans tous les cceurs et repose dans les esprits sur des preuves visibles et incontestables .

Nous commencons par traiter de la figure de la terre, don’t la description est désignée par ptolemeo sous le nom de Geographie, en invoquant les secours, la faveur et la protection de dieu dans toutes les voies et dans toutes les circonstances; car Dieu a manifeste sa gloire par sa grandeur, et il est puissant en toutes choses .

اقتبسنا هذه النماذج من أعمال غير الرسمية، ولنا أن نتساءل الآن: هل أتقن هؤلاء المستشرقون ترجمة الوثائق الإدارية كما أتقنوا فيما بعد الترجمة الأدبية؟ ولا بد قبل الإجابة عن هذا السؤال من أن نعترف بأن بونابارت عهد إليهم بعمل موفق، فإذا أرادوا الإتقان في ترجمة كل وثيقة تعرض عليهم (والوثائق ترجمة بلا شك) ضاق بهم الزمن، ولم يستطيعوا إنجاز العمل بالرغم من المجهود الجبار الذي كانوا يبذلونه، ولا سيما وقد اتضح لنا أن هؤلاء المستشرقين كانوا غير متمكنين من اللغة العربية. قال عنهم جرجي زيدان: «وظاهر أن هؤلاء التراجمة كان بعضهم من غير أبناء هذه اللغة، فإذا ترجموا عبارة صاغوها في قالب أعجمي، وما لم يجدوا له لفظا عربيا تركوه على لفظه الإفرنجي أو وضعوا له لفظا عاميا.»

وكنا نود أن نطلع على بضع وثائق ترجمت من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية حتى يكون الحكم قاطعا، ولكننا مع الأسف لم يسعدنا الحظ. فلم نقف إلا على نص النداء الذي وجهه الجنرال بونابارت إلى أهالي مصر عندما هبطت قواته ميناء الإسكندرية، وقد ذكره الجبرتي في كتابه، ولا شك أن اللغة سليمة، غير أن الطابع الغربي في الأسلوب كان يغلب فيه على الطابع العربي، وإليكم فقرة من هذا النداء:

Depuis assez longtemps les beys qui gouvernent l’Egypte insultent à la nation francaise et couvrent ses négociants d’avaines: l’heure de leur chatiment est arrivee. Depuis trop longtemps ce ramassis d’esclaves achetes dans la georgie et le caucase tyrannise la plus belle partie du monde, mais Dieu de qui dépend tout, a ordonne que leur ompire finit. Peuples de l’Egtpte on vous dira que je viens detruire votre religion; ne le croyez pas. Repondez que je viens restituer vos droits, punir les usurpateurs et que je respecte plus que les Mameluks, Dieu, Son Prophete et l’Alcoran .

يعرف أهالي مصر جميعهم أنه من زمن مديد الصناجق الذين يتسلطون في البلاد المصرية يتعاملون بالذل والاحتقار في حق الملة الفرنساوية، ويظلمون تجارها بأنواع الإيذاء والتعدي، فحضر الآن ساعة عقوبتهم، وأخرنا من مدة طويلة هذه الزمرة المماليك المجلوبين من بلاد الأبازة والجراكسة يفسدون في الإقليم الحسن الأحسن الذي يوجد في كرة الأرض كلها، فأما رب العالمين القادر على كل شيء فإنه قد حكم على انقضاء دولتهم. يا أيها المصريون، قد قيل لكم: إنني ما نزلت بهذا القطر إلا بقصد إزالة دينكم فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين: إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى وأحترم فيه القرآن العظيم.

Bilinmeyen sayfa