Hakikat: Çok Kısa Bir Giriş
الحقيقة: مقدمة قصيرة جدا
Türler
ثمة أمر خطأ هنا. بالتأكيد إذا كنت دماغا في عالم محاكى، فإن اعتقادك أنك كذلك ينبغي أن يكون صحيحا (بقدر ما يكون اعتقادك أنك بدين صحيحا إذا كنت ضعف وزنك الحقيقي). ومع ذلك فالعكس هو الصحيح.
يبدو أن المشكلة هي أن الكلمات والأفكار والمعتقدات الخاصة بالدماغ، والتي يمدنا بها العالم المحاكى، منفصلة تماما عن كلماتنا وأفكارنا ومعتقداتنا؛ فكلامنا يشير إلى سبب أفكارنا، وكلامهم (كلام الأدمغة) يشير إلى سبب أفكارهم، وهذه الأسباب مختلفة تماما عن تلك. ولكي نطرح سؤالا إذا ما كان من الممكن أننا في عالمهم، يجب أن يكون لدينا لغة تشتمل على الاثنين؛ أي لغة تستند إلى الأفكار التي تتسبب فيها أشياء مثل الأحذية والسفن وشمع الختم الأحمر، وأفكار تتسبب فيها «الأحذية» و«السفن» و«شمع الختم الأحمر» .
ولكن إذا أمكننا أن نستخدم هذه اللغة؛ فنحن إذن لا يمكن أن نكون أدمغة في عالم يقتصر على الأدمغة والكمبيوتر العملاق؛ نظرا لأن الأحذية والسفن وشمع الختم الأحمر لن يكون لها أي تأثيرات سببية في ذلك العالم، فهي ببساطة أشياء غير موجودة في مثل هذا العالم. في هذه الحالة، قد نتساءل: «إذا كنا غير قادرين على أن نصف - على نحو متماسك - حتى إمكانية أن نكون مجرد أدمغة منشطة كهربيا، فلم نقلق بهذا الشأن؟»
للأسف الشديد، هذا لا يساعدنا كثيرا في استبعاد إمكانية أن نكون أدمغة في عالم محاكى. فبادئ ذي بدء، ثمة صعوبات عديدة في الحجة المعروضة توا؛ بالطبع، أنا لا أستطيع أن أتحدث بكلمات ليس لها مرجعية، ولكنني أستطيع التحدث عن أشياء غير موجودة باستخدام كلمات لها مرجعية. فأنا أستطيع أن أتحدث عن اليتي، حتى إن كان غير موجود، بإقرار أن «اليتي» يعني «كائنا ضخما يشبه القرد ويعيش في جبال الهيمالايا»، فكل هذه الكلمات لها مرجعية، ولكننا نفترض أنها مجتمعة لا تشير إلى شيء موجود. بالمثل، ألا أستطيع أنا والدماغ أن نستخدم أفكارا لها مرجعية بلغتينا على التوالي، للتفكير في أشياء غير موجودة في عالمينا، مثل الأشجار الحقيقية، أو أجزاء الكود الحاسوبي التي تتسبب في إحداث تأثيرات شديدة الواقعية والتفصيل للأشجار؟ على الأقل لا يوجد في الحجة السابقة ما يبين أن هذا لا يمكن أن يحدث.
ومع ذلك، ثمة صعوبة كبرى تتمثل في أن الحجة السابقة استطاعت أن تستبعد حالة معينة واحدة، حتى وإن تمكنت من أن تفعل هذا بنجاح، وحتى إذا سلمنا أننا لا نستطيع وصف عالم يقتصر على الأدمغة المنشطة اصطناعيا، فماذا عن السيناريوهات الأخرى المرتبطة بهذا السيناريو؟ فلنفترض أن علماء أشرارا أزالوا دماغك من جسمك، وأبقوه حيا في وحدة حفظ أدمغة عالية التقنية، وقاموا بمحاكاة التجارب التي تمر بها في الوقت الحالي كما هي بالضبط (أي تجربة قراءة هذه الجملة). لاحظ أنه في هذه الحالة، لن تشير أفكارك فجأة لشيء مختلف، كما في المثال الموضح للتو. بالطبع، تجربة رؤية تاج محل سيتسبب فيها الآن جزء من كود حاسوبي تشغله وحدة حفظ الأدمغة، ولكنك ما زلت في عالم يوجد به تاج محل، ويمكن تعقب سلسلة الأسباب التي تسببت في تجربتك إلى ما وراء الكود الحاسوبي؛ إلى المبرمج الذي كتب الكود وإلى صور تاج محل التي استخدمها لإنشاء محاكاة له، وإلى المصور الذي التقط الصور، وأخيرا إلى تاج محل نفسه؛ إذن ففكرتك عن تاج محل ما زالت تشير إلى المبنى الحقيقي، وليس إلى «تاج محل». إن أفكار ومعتقدات وكلمات البشر العاديين ليست معزولة عن تلك الخاصة بالأدمغة المنشطة كهربيا؛ ومن ثم فإننا لا نستطيع أن نقول إن وصف هذا السيناريو غير متماسك. في ذلك الحين يحق لنا أن نسأل عن ميزة وجود حجة تستبعد سيناريو «اقتصار الكون على الأدمغة والكمبيوتر العملاق»، إذا كان هناك سيناريوهات أخرى كثيرة (مثل سيناريو «إزالة كل أدمغة الذكور على يد عالمة شريرة»، وسيناريو «إزالة كل أدمغة البشر على يد كائنات فضائية»، وغيرها من السيناريوهات) لم يتم المساس بها وما زالت تعتبر احتمالات قائمة.
وأخيرا، يجب أن نلاحظ أن النتيجة التي توصلت إليها حجتنا هي فقط أن سيناريو «اقتصار الكون على الأدمغة والكمبيوتر العملاق» لا يمكن وصفه على نحو متماسك. ولكن هذا لا يثبت أن مثل هذا السيناريو غير موجود. عوضا عن ذلك، يمكننا أن نفهم هذه الحجة باعتبارها تثبت أن هناك بعض المواقف المحتملة التي يمكن أن أمر بها، ولكنني لا أملك الموارد التصورية لوصف هذه المواقف؛ فعلى غرار بعض الأشياء التي نجهل أننا نجهلها، على حسب قول وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، هذه السيناريوهات المحتملة موجودة، وقد أكون في أحدها، ولكنني حتى لا أستطيع أن آخذ بمجامعها لتحديد مدى رجحانها من عدمه. وبدلا من تخفيف قلقنا من أن نكون مجرد أدمغة منشطة اصطناعيا، زادت هذه الحجة الطين بلة؛ لأننا الآن ليس علينا أن نقلق فقط حيال كل الاحتمالات السيئة التي تخطر ببالنا، ولكن أيضا حيال تلك التي لا تخطر ببالنا.
لعلك تظن أن احتمالية أنك تحلم الآن، وأنك دماغ بلا جسد في بيئة منشطة اصطناعيا - أو أي احتمالية أخرى غريبة يمكنك أن تفكر فيها - تترك لنا حقيقة واحدة لا مساس بها؛ أنك أنت من تمر بهذه التجربة، وأنك شخص حقيقي. قد تكون مخطئا بطرق شتى حيال هويتك (مخطئا حيال إذا ما كنت كبيرا أم صغيرا، إذا ما كنت ذكرا أم أنثى، إذا ما كان لك جسد أساسا أم لا)، ولكن لا يمكن أن تكون مخطئا حيال وجودك. فرغم كل شيء ، لا يمكن أن يوجد وهم دون وجود شخص يتوهم به. قد لا يكون هذا اليقين شيئا كثيرا، ولكنه شيء على الأقل. بل إن رينيه ديكارت اعتقد أنه يكفيه أن يبني منظومته الفلسفية بأكملها على يقين الوجود بينما يشك في وجوده؛ لأنه لا يمكن أن يوجد شك دون وجود شخص يشك. للأسف، هناك آراء مثيرة للاهتمام ترى أن اليقين في وجودك، مثل اليقين في وجود العالم الخارجي، يمكن أن يكون وهما.
إنها حقيقة معروفة أن الذات التي نشعر بها في الأحلام لها سمات مختلفة تمام الاختلاف عن ذاتنا في اليقظة؛ فهي لا تستطيع الوصول إلى الكثير من ذكريات ذات اليقظة، وعادة ما تتمتع بمجموعة مختلفة من الانفعالات المسيطرة (غالبا ما تكون أكثر سلبية)، وقد يكون لها جسد مختلف أو حتى جنس مختلف. فإذا ما وضعنا في الاعتبار هذه الاختلافات الجوهرية، هل من الممكن وجود حلم لا تكون أنت فيه الشخصية الرئيسية، رغم أن تجاربها جزء من حلمك؟ هذا قد يكون حلما لست أنت بطله، وإنما بطله شخصية من شخصيات الحلم، قد تكون واقعية أو خيالية مثلها مثل باقي الشخصيات في الحلم، ولكن مع الفارق أن الحلم قد روي من وجهة نظرها؛ ومن ثم فإن حياتها الداخلية كلها ستكون واضحة تماما أمامك. في هذه الحالة فأنت في موقف تكون فيه «أنت» في رأس شخصية تحلم بها، مثلما حدث في فيلم «أن تكون جون مالكوفيتش»، ولكن دون أن تملك القدرة على الوصول للذكريات والمعتقدات والرغبات «الخاصة بك أنت» (في مقابل الذكريات والمعتقدات والرغبات الخاصة بشخصية الحلم). فإذا سألت هذه الشخصية نفسها إذا ما كانت مستيقظة أم نائمة، فبالتأكيد الإجابة الصحيحة هي أنها ليست كذلك ولا كذلك؛ فهي فقط شخصية في حلم أحدهم وسوف تختفي فور استيقاظ الحالم من نومه.
الأطلال الدائرية
يصف خورخي لويس بورخيس في قصته القصيرة «الأطلال الدائرية» ساحرا، على الأرجح من مدينة باختر القديمة، يخلق شابا صغيرا من أحلامه. ويساعده إله النار على بث الحياة في هذا الشاب، كما يجعل هذا الطيف معصوما من الحرق. وفيما يلي نهاية القصة:
Bilinmeyen sayfa