Mavi Çanta
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
Türler
اضطجع في سريره منتهك القوى لأنه مشى مسافة طويلة؛ إذ فرغ جيبه من بنساته ولأنه كان حزين القلب، وكان ظل اليأس يتكاثف على نفسه، ونور الرجاء يتلاشى من أمام بصيرته حتى امتزجت ظلماء قنوطه بظلمة ذلك الليل ولولا الرجولية لبكى.
ندم على رد الورقة المالية التي أودعها خاله له مع الفندقاني، ولكن نفسه الشامخة قالت: «لا، لا بأس، حسنا فعلت.» ثم خطر له أن يطلع لويزا على حاله، ويستدين منها نقودا لأنه اعتقد أنها هي الصديق الوحيد الذي لا يستهين به في هذه الحال، ولكن اقشعر بدنه عند هذا الفكر وحسبه تجربة من إبليس.
بزغ الفجر وإدورد لم تكتحل عيناه بغفلة، فنهض من سريره وجعل يتمشى في أرض الغرفة وهو يفكر ماذا يفعل. لم يعد يلتفت إلى القصيدة، ولا خطر له أن يسعر إلى الاسترزاق من القلم؛ فصار يفتكر أن يطلب عملا في بعض المعامل بأي راتب، وأن يختصر أسلوب معيشته أكثر من قبل، وأن يغير اسمه ليتنكر حتى عن لويزا ما دام في حال سيئ.
الفصل الخامس عشر
فوز النفس الكبيرة
ولما كانت الساعة الثامنة، وهو لم يزل في غرفته قرع بابه ففتح؛ فإذا مع الخادم رسالة يدل مغلفها على أنها من جريدة الدايلي نيوز، ففضها وقرأ ما يأتي:
سيدي، قرأت لجنة المحررين في إدارة «الدايلي نيوز» قصيدتكم «النرجسة الذابلة» المندرجة في الدايلي ميل فأعجبت بها؛ ولذلك قررت أن تقترح عليكم نظم قصائد مختلفة على نمطها وتبتاعها منكم بالثمن الموافق.
المدير
ه. ص .
فسري عن قلب إدورد شيئا، وتناول قصيدته الثانية، وجعل يقرأها فكان يطرب بها، وغالط نفسه مرارا في أنها بديعة، ولكن كان إعجابه بها يتغلب على المغالطة، وأخيرا قال لنفسه: «لا ريب أن مدير الدايلي ميل الذي رفضها بالأمس جاهل لا يفهم الشعر.» ثم لفها ووضعها في جيبه، وقصد إلى الدايلي نيوز فمشى ساعة إلى أن وصل، فلما قرأها المدير نقده ثمنها مئة جنيه، فعاد من إدارة الجريدة بمركبة ونور البشر يمزق غياهب اليأس التي تلبدت في سماء أمانيه في الأيام السابقة.
Bilinmeyen sayfa