İslam'ın Gerçekleri ve Düşmanlarının Yanılgıları
حقائق الإسلام وأباطيل خصومه
Türler
وإلى أن يقول:
أما الكنيسة الشرقية، فإنها أصبحت بعد انقضاض المجمع النيقاوي مرتبكة بمناقشات لا تكاد تنقضي، وانتقض حبلها بمحاكاة الآريوسيين والنساطرة واليعقوبية وغيرهم من أهل البدع. على أن الذي ثبت بعد البحث أن كلا من بدعتي النساطرة واليعقوبية كانت بأن تدعي اختلافا في التعبير عن المعتقد أولى من أن تدعي اختلافا في المعتقد نفسه، وأن تدعي حجة يتغلب بها كل من المتناظرين على الآخر أولى من أن تدعي سببا موجبا لالتئام مجامع عديدة يتردد إليها جماعة القساوسة والأساقفة، ويتماحكون ليعلي كل واحد منهم كلمته، ويحيل القضايا إلى هواه. ثم إن نافذي الكلمة منهم وأصحاب المكانة في قصر الملك كان كل واحد منهم يختص نفرا من قواد الجيش أو من أصحاب الخطب يكون لهم عليهم الولاء ويتقوى بهم؛ وبذلك صارت المناصب تنال بالرشا والنصفة تباع وتشترى جهارا. أما الكنيسة الغربية فقد كان فيها من تهالك دماسوس وأرسكينوس في المشاحنة على منصة الأسقفية - أي أسقفية روما - ما أفضى إلى احتدام نار الفتنة وسفك الدماء بين حزبيهما، وكان أكثر ما تنشأ المناقشات من القياصرة أنفسهم، ولا سيما القيصر قسطنطينوس؛ فإنه إذ لم يقدر أن يميز بين صحيح الدين المسيحي وخرافات العجائز ربك الدين بكثير من المسائل الخلافية ... هذا ما كان عليه حالة النصرانية في بلاد العرب، أما في بلاد هذه الأمة التي هي موضوع بحثنا فلم تكن خيرا من ذلك؛ فكان في نصارى العرب قوم يعتقدون أن النفس تموت مع الجسد وتنشر معه في اليوم الآخر، وقيل: إن أوربيجانوس هو الذي دس فيهم هذا المذهب، وكم وكم من بدعة انتشرت في جزيرة العرب حتى لا نقول نشأت فيها! فمن ذلك بدعة كان أصحابها يقولون بألوهية العذراء مريم ويعبدونها كأنما هي الله، ويقربون لها أقراصا مضفورة من الرقاق يقال لها: كليرس، وبها سمي أصحاب هذه البدع كليريين ... وفضلا عن ذلك فقد اجتمع - أيضا - في جزيرة العرب عدد وافر من الفرق المختلفة الأسماء لجئوا إليها هربا من اضطهاد القياصرة ...
كانت عقائد الفرق المسيحية في جزيرة العرب وفي العالم المترامي حول جزيرة العرب على هذا النحو الذي وصفه رجل متعصب على الإسلام، لا يهتم بمحاباته، ولا يظن به أن يتجانف على المسيحية وهو قادر على مداراتها. ومن الواضح البين أن عقائد الفرق المسيحية على ذلك النحو لم تكن مما يغري بالإعجاب أو مما يدعو إلى الاقتداء. ومن الواضح البين أن موقف الإسلام كان موقف المصحح المتمم، ولم يكن موقف الناقل المستعير بغير فهم ولا دراية.
فقد جاء الإسلام بالدعوة إلى إله منزه عن لوثة الشرك، منزه عن جهالة العصبية وسلالة النسب، منزه عن التشبيه الذي تسرب من بقايا الوثنية إلى الأديان الكتابية.
فالله الذي يؤمن به المسلمون إله واحد لم يكن له شركاء
سبحانه عما يشركون (التوبة: 31).
وما هو برب قبيلة ولا سلالة يؤثرها على سواها بغير مأثرة، ولكنه هو
رب العالمين (التكوير: 29)، خلق الناس جميعا ليتعارفوا ويتفاضلوا بالتقوى؛ فلا فضل بينهم لعربي على أعجمي ولا لقرشي على حبشي إلا بالتقوى:
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات: 13).
وهو واحد أحد
Bilinmeyen sayfa