ودهشت لهذا الهجوم المفاجئ، وقلت في فزع: ماذا تقول؟
فقال في ثورة: أنا كنت على وشك الموت، ولا دكتور واحد رضي يسعفني، وفضلت للصبح لغاية ما جاني دكتور ... لكن بعد إيه؟! حتى انتي يا دكتورة قلتي لي إنك جاية وكذبت علي؟
وترددت قليلا في أن أحكي له القصة، ثم رويت له ما حدث، لكنه لم يصدقني وخرج وهو يقول: «طبعا، كل الدكاترة بيقولوا كدة.»
وجلست، وضعت رأسي على كفي، وفي قلبي ألم يعتصره بلا رحمة أو شفقة، وقلت لنفسي في أسى ما من أحد عرف الحقيقة، لقد ارتابت المرأة التي فتحت لي الباب في أمري، وارتاب زوجي في الشخص الذي كان بالبيت المجهول، وارتاب المريض في أنني خرجت لأسعفه! وأنا؟! وأنا أعلم أنني فعلت ذلك بكل وعيي وكامل إرادتي، ولكن ما الفائدة وما من أحد غيري يعلم؟
وأحسست بدموع ساخنة تسيل على وجهي، ولم أدر ما سببها، هل كنت أبكي من أجل الناس؟ أم كنت أبكي من أجل نفسي؟!
Bilinmeyen sayfa