299

Hamayan Zad

هميان الزاد إلى دار المعاد

Türler

" نظر الله امرأ سمع مقالتى فوعاها كما سمعها "

ومعنى نظر رحم. وهو بالظاء المشالة. وإن كان بالضاد المعجمة غير المشالة فمعناه أضاءه ونعمه وصيره جميلا، وتشدد الضاد على هذا فيكون من معنى قوله تعالى

وجوه يومئذ ناضرة

ثم رأيت بالضاد المعجمة المشددة، وأنه روى بالتشديد وهو الكثير، وبالتخفيف، ورجح بعضهم كالروبانى من الشافعية، رواه النووى بالتشديد، وفى رواية أنظر الله بالهمزة، وحكى ابن العربى عن ابن بشكوال وهما معا من الأندلس أنه بالصاد المهملة، وهى خفيفة وهو شاذ، والمشهور الصحيح أنه بالضاد المعجمة، وهو من رواية الترمذى عن ابن مسعود، وقال حسن صحيح، ورواه ابن حبان فى صحيحه، والحاكم فى مستدركه، عن جبير بن مطعم، وقال صحيح على شرط البخارى ومسلم، وراوه أبو داود وابن ماجة والترمذى عن زيد بن ثابت، وقال حسن، وفى رواية صحيحة

" نضر الله أمرأ سمع منا حديثا فأداه عنا كما شمعه فرب مبلغ أى بفتح اللام أوعى من سامع ".

وفى رواية أخرى صحيحة أيضا

" نضر الله رجلا سمع منا كلمة فبلغها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع "

وقيل معنى النضرة فى الحديث تحسين وجهه فى الخلق، أى جعله فيهم ذا وجاهة، وجاه وقدر وهو بعيد. { ويلعنهم } يدعو عليهم بالسوء وبأن يلعنهم الله. { اللاعنون } المتأهلون للعن، وهم الملائكة ومؤمنوا الإنس والجنس، قيل الملائكة والإنس كلهم، والجن كلهم، وقيل الجن والإنس. وقال قتادة والربيع هم الملائكة والمؤمنون، فيحتمل أنهما أرادا مؤمنى الإنس والجن، كما فسرت به ويحتمل أن يريدا مؤمنى الإنس. والأول أولى، لأن الجن مكلفون كما نحن، وفيهم مؤمنون كذلك، وعن ابن عباس هم الخلائق كلها إلا الجن والإنس، وذلك أن البهائم تقول منعنا القطر بمعاصى بنى آدم، وقيل الحشرات والبهائم، وهذان القولان لا يقتضيهما اللفظ، لأن جمع المذكر السالم للعقلاء، وقيل دواب الأرض وفيه ذلك الإشكال، وقيل كل ذى روح فغلب العاقل، وأراد ابن عباس الخلائق الظاهر، فالملائكة مستثنون كما استثنى الإنس والجن، وذكر بعض قومنا ما تلا عن اثنان من المسلمين إلا رجعت إلى اليهود والنصارى الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يصح هذا، بل ترجع إلى اللاعن إن لم يستحقها الملعون، وإن قلت كيف يصح أن يلعنهم الجن والإنس كلهم؟ قلت أما المؤمن فيلعنه بلسانه وقلبه ويلعنهم جسده، وأما الكافر فيلعنهم جسده، وقد يلعن الظالم أو ذا صفة فيدخلهم لعنة صاحب تلك الصفة على الملعون.

[2.160]

{ إلا الذين تابوا } عن الكتمان وجميع المعاصى. { وأصلحوا } ما أفسدوا بكتماتهم وغيره، فيظهرون الحق من صفة محمد ورسالته إلى الناس كلهم بعد ما كتموه، ويصلحوا كل ما أفسدوا وذلك مثل أن يذهبوا أو يرسلوا كتابا أو رسولا إلى من أخبروه بغير الحق فيخبروه بالحق. { وبينوا } أظهروا ما كتموا من الحق كما أظهره الله جل وعلا فى كتبه وقيل أظهروا توبتهم ليمحوا علامة الكفر عن أنفسهم محوا نعما ويقتدى بهم الكاتمون الآخرون. { فأولئك أتوب عليهم } أقبل توبتهم وأغفر لهم. { وأنا التواب } المبالغ فى قبول التوبة وغفران الذنب. { الرحيم } المبالغ فى إفاضة النعمة.

Bilinmeyen sayfa