فإنه مخصوص بقوله تعالى
والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم
لا منسوخ به، وليس منه ما كان فى أول الإسلام بدون أن ينزل فيه القرآن، أو كان فى شرع من قبلنا أو فى الجاهلية، ثم نزل القرآن بإبطاله إذ لو عددنا ذلك نسخا لعد أكثر القرآن ناسخا، ولو كان ذلك أقرب إلى النسخ، ولكن عدم عده أقوى بالنظر إلى النسخ المصطلح عليه، وهو نسخ بعض القرآن ببعضه أو بحديث متواتر، وكذلك ليست آية الزكاة ناسخة بكل صدقة فى القرآن كما قيل، بل الصدقة فيه صدقة نفل غير الزكاة إلا ما دل دليل على أنها الزكاة، وذلك مثل قوله تعالى
ومما رزقناهم ينفقون
فإنه مدح بالإنفاق المحتمل للزكاة وغيرها كما مر وقوله عز وعلا
وأنفقوا مما رزقناكم
فإنه يحتمل نفس الزكاة، وإذا تحقق ذلك ظهر أن المنسوخ فى القرآن قليل يحصره العد ويغنى عن كتاب الناسخ والمنسوخ المشهور، الذى هو لبعض البغداديين الذين دخل فيه بعض أصحابنا المشارقة بقوله ومن غيره، ثم يرجع بعد زيادة ما زاد إلى كلام البغدادى فأنا أذكر المنسوخ الحقيق بما فيه من بعض الخلاف مجموعا، ويأتى مفرشا فى مواضعه، فمن ذلك قوله تعالى عز وجل
كتب عليكم إذا حضر...
الآية نسخ منه الإيصاء للوالدين بآية الإرث، وقيل بحديث
" لا وصية لوارث "
Bilinmeyen sayfa