ـ[حماسة القرشي]ـ
المؤلف: عباس بن محمد بن مسعود القرشي النجفي (المتوفى: ١٢٩٩هـ)
المحقق: خير الدين محمود قبلاوي
الناشر: وزارة الثقافة، الجمهورية العربية السورية، دمشق
الطبعة: (بدون)، ١٩٩٥ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
Bilinmeyen sayfa
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الأول في: الفخر والحماسة
قال الوليد بن يزيد:
أنا الوليد أبو العباس قد علمت ... عليا معدِّ مدى كري وإِقْدَامِي
إني لفي الذروة العليا إذا انتسبوا ... مقابلٌ بين أخوالي وأَعْماميِ
بنى لي المجد بنانٍ لم يكن وكلًا ... على منارٍ مضيئاتٍ وأعلامٍ
حللت من جوهر الأعياص قد علموا ... في باذخٍ مشمخرِّ العز قمَْقَامِ
صعب المرام، يسامي النَّجم مطلعه ... سشمو إلى فرع طودٍ شامخٍ سامِ
1 / 85
قال يزيد بن الطثرية:
لا أتقي حسك الضَّغائن بالرقي ... فعل الذليل، وإن بقيت وحيدا
1 / 86
لكن أجرد للضَّغائن مثلها ... حتى تموت، وللحقود حُقُودا
وقال عمرو بن براقة الهمداني:
وكيف ينام الليل من جل ماله ... حسامٌ كلون الملح أبيض صَارمٌ
1 / 87
ومن يطلب المال الممنع بالقنا ... يعش ماجدًا، أو تخترمه الخَوارمُ
وقال آخر:
أبينا فلا نعطي مليكًا ظلامةً ... ولا سوقةً إلا الوشيج المُقوَّما
وإلا حسامًا يبهر العين لمحةً ... كصاعقةٍ في عارضٍ قد تبسّما
1 / 88
وقال وهب بن الحارث:
لا تحسبني كأقوامٍ عبثت بهم ... لن يأنفوا الذُّلَّ حتى تأنف الحُمُرُ!
لا تعلقني قذاةً لست فاعلها ... واحذر شباتي فقدمًا ينفع الحَذَرُ
فقد علمت بأني غير مهتضمٍ ... حتى يلوح ببطن الرَّاحة الشَّعَرُ
1 / 89
قال ابن ميادة:
أنا ابن أبي سلمى وجدي ظالمٌ ... وأمي حصانٌ أخلصتها الأَعاجمُ
أليس غلامٌ بين كسرى وظالمٍ ... بأكرم من نيطت عليه التّمائِمُ
لو أن جميع الناس كانوا بتلعةٍ ... وجئتُ بجدِّي ظالمٍ وابن ظالمِ
لظلت رقاب الناس خاضعةً لنا ... سجودًا على أقدامنا بالجماجمِ
1 / 90
وقال الزبير بن عبد المطلب:
ولولا الحمس لم يلبس رجالٌ ... ثياب أعزةٍ حتى يموتُوا
1 / 91
ثيابهم شمالٌ أو عباء ... بها دنسٌ كما دنس الحَمِيْتُ
ولكنا خُلقنا إذ خُلقنا ... لنا الحبرات والمسك الفَتِيْتُ
وكأْسٌ لو تبين لهم كلامًاَ ... لقالت: إنما لهم سُبِيْتُ
ويقطع نحوة المختال عنا ... رقاق الحد، ضربته صَمُوتُ
بكفِّ مجرِّبٍ لا عيب فيه ... إذا لقي الكريهة يَسْتميِتُ
1 / 92
وقال أيضًا:
يا ليت شعري إذا ما حمتَّي وقعت ... ماذا تقول ابنتي في النوح تَنْعاني
تنعي أبًا كان معروف الدفاع عن ال ... مولى المضاق وفكاكًا عن العاني
وقال دريد بن الصمة حين قتل ذؤاب بن أسماء بأخيه عبد الله:
جزينا بني عبسٍ جزاء موفرًا ... بمقتل عبد الله يوم الذنائبِ
1 / 93
قتلنا بعبد الله خير لداته ... ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قاربِ
ولولا سواد الليل أدرك ركضنا ... بذي الرمث والأرطى عياض بن ناشبِ
وقول الأفوه الأودي:
نقاتل أقوامًا، فنسبي نساءهم ... ولم ير ذو عزٍ لنسوتنا حِجْلا
1 / 94
نقود، ونأبى أن نقاد، ولا ترى ... لقومٍ علينا في مكارمةٍ فضلا
وإنا بطاء المشي عند نسائنا ... كما قيدت بالصيف نجديةٌ بزلا
نظل غيارى عند كل ستيرةٍ ... نقلب جيدًا واضحًا وشوىً عَبْلا
وإنا لنعطي المال دون دمائنا ... ونأبى فما نستام دون دمٍ عَقْلا
1 / 95
وقال الطرماح:
وإني لمقتادٌ جوادي فقاذفٌ ... به وبنفسي العام إحدى المقاذفِ
لأكسب مالًا أو أؤول إلى غنى ... من الله يكفيني عداة الخلائفِ
فيا رب إن حانت وفاتي، فلن تكن ... على شرجعٍ يعلى بخضر المطارفِ
ولكن قبري بطن نسرٍ مقيله ... بجو السماء في نسورٍ عواكفِ
1 / 96
وأمسي شهيدًا ثاويًا في عصابةٍ ... يصابون في فجٍ من الأرض خائفِ
فوارس من شيبان ألّف بينهم ... تقى الله نزالون عند التزاحفِ
إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى ... وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحفِ
1 / 97
وقال بعض الأموية:
ألسنا بني مروان كيف تبدلت ... بنا الحال، أو دارت علينا الدوائرُ
إذا ولد المولود منا تهللت ... له الأرض واهتزت إليه المنابرُ
وقال الوليد بن يزيد:
ولقد قضيت ... وإن تجلل لمتي شيبٌ على رغم العدا لذاتي
1 / 98
من كاعباتٍ كالدمى ومناصفٍ ... ومراكبٍ للصيد والنشواتِ
في فتيةٍ تأبى الهوان وجوههم ... شم الأنوف جحاجح ساداتِ
إن يطلبوا بتراتهم يعطوا بها ... أو يطلبوا لا يدركوا بتراتِ
وقال هلال بن معاوية الثعلبي:
وبالجبلين لنا معقلٌ ... صعدنا إليه بصم الصعادِ
ملكناه في أوليات الزما ... ن من قبل نوح ومن قبل عادِ
1 / 99
ومنا ابن مرٍّ أبو حنبلٍ ... أجار من الناس رجل الجرادِ
وزيد لنا ولنا حاتمٌ ... غياث الورى في السنين الشدادِ
وقال آخر:
بنانا الله فوق بني أبينا ... كما يبنى على الثبج السنامُ
وكائن في المعاشر من أناسٍ ... أخوهم فوقهم وهم كرامُ
1 / 100
وقال آخر:
وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالمُ؟
متى تجمع القلب الذكي وصارمًا ... وأنفًا حميًا تجتنبك المظالمُ
وقال آخر:
لئن كنت محتاجًا إلى الحلم إنني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوجُ
1 / 101
ولي فرسٌ للحلم بالحلم ملجمٌ ... ولي فرس للجهل بالجهل مسْرجُ
فمن رام تقويمي، فإني مقومٌ ... ومن رام تعويجي، فإني معوَّجُ
وقال آخر:
تعيرني وخط المشيب بعارضي ... ولولا الحجول البلق لم تعرف الدُّهمُ
1 / 102
حنا الشيب ظهري، فاستمرت مريرتي ... ولولا انحناء القوس لم ينفذ السهمُ
وقال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
ما بات قومٌ كرامٌ يدعون يدًا ... إلا لقومي عليهم منة ويدُ
نحن السنام الذي طالت شظيته ... فما يخالطه الأدواء والعَمَدُ
1 / 103