وضعت طبقين لامعين من الألمنيوم وعصي طعام أمام التوءمين، وفتحت قدر طهي الأرز ووضعت منها بعض الأرز في كل طبق، ثم أمالت قدر الخضراوات وصبت الخليط الذي بداخلها على الأرز. قالت: «تفضلا، هذا لكما.» ثم نظرت إلى حيث يجلس جونزاليس، الذي بات هادئا على نحو عجيب، وقالت: «سأعود بعد دقيقة.»
تناولت التوءمان طعامهما وأعينهما مثبتة على جونزاليس.
عادت تريش وهي تحمل سلة سلكية صغيرة مليئة بالفطر. قالت: «الفطر السحري. إنه أحد الأنواع المزروعة هنا، وقد تعرض لتغيرات تجعله مختلفا عن النوع الموجود على الأرض.» ثم أخرجت ثمرة فطر كبيرة لها ساق أبيض طويل وقلنسوة ضاربة إلى البني.
سألها جونزاليس: «هل سبق أن أخطأت في تحديد نوع الفطر؟»
قالت تريش وهي تبتسم: «كلا. ليس علينا البحث بين آلاف الأنواع عن النوع المناسب، كما يفعل جامعو الفطر؛ فهذا الفطر خاص بنا، مزروع على النحو الذي أوضحته لك، بحيث يلائم احتياجاتنا.» ثم وضعت الفطر على لوح التقطيع وبدأت في تقطيعه إلى شرائح، وقالت: «لقد نظفته في السقيفة.» وحين انتهت، استخدمت السكين في إزاحة الشرائح نحو وعاء خزفي سماوي اللون. استدارت نحو قدر الطهي وصبت بعض الزيت فيها، ووقفت تبتسم لجونزاليس بينما كان الزيت يسخن. وعند صدور أول خيوط الدخان وضعت الفطر في القدر بحركات سريعة بعصي الطعام. أخذت تقلبه لنحو نصف دقيقة، ثم أمالت القدر وصبت الفطر في الوعاء الأزرق . ثم وضعت الوعاء أمام جونزاليس ووضعت اثنتين من عصي الطعام مطليتين باللون الأسود على حافة الوعاء.
أمسك جونزاليس بالعصوين ورفع طبقه، وبدأ الأكل، فأخذ يدفع الفطر نحو فمه. عند قدر الطهي أخذت تريش تقلب مزيدا من الخضراوات وقالت: «إنني أطهو عشائي.»
استرخى جونزاليس في مقعده، وهو ينظر إلى الوعاء الفارغ. فكر في نفسه قائلا: «حسنا، سنرى الآن.» ثم قال: «كم نوعا من الفطر تزرعين؟» «عدد وافر، البعض من أنواع عادية، والبعض الآخر من نوعيات خاصة، لأغراض الأبحاث. إن ألف تحدد الأنواع، وكمياتها.»
كانت التوءمان ملتزمتين الصمت تماما. وبينما كانت تريش تتناول طعامها، شاهدتا جونزاليس، الذي بدا عليه الاستسلام التام. بدا ما فعله شيئا غبيا للغاية، أشبه بوضع النار على موضع حرق؛ كان المنطق يقضي بذلك. ابتسم وفكر في نفسه قائلا: «ما علاقة المنطق بالحياة هذه الأيام على أي حال؟» ابتسمت التوءمان له ردا على ابتسامته.
تساءل جونزاليس: «من كانت تلك المرأة؟»
سألته تريش: «من تعني؟»
Bilinmeyen sayfa