بالنظر إلى الأمر الآن أجد أنه كان عجيبا. كنت أجري تجارب قد تتسبب في أضرار بجهاز كمبيوتر كان مسئولا عن تشغيل المحطة الفضائية ومشروعات شبكة الطاقة المدارية، وكان جيري يمثل ما كنت أخشاه تماما؛ التحقيق. في الوقت ذاته كنا أسيري غريزة بدائية لم يكن أي منا يقر بها.
كان يلح علي، ويطلب تفاصيل عن عملنا. وكنت أماطله وأخبره أن يغرب عن وجهي؛ فلم نكن مستعدين لذلك. ذهب إلى رؤسائه وأخبرهم أنه كان بحاجة إلى الاطلاع بشكل كامل ومن دون قيود على ما نفعله، ودعموه في مطلبه. وهكذا عاد مجددا، وحاولت مماطلته بأقصى ما أستطيع ...
ثم ذات ليلة بينما كنت أعمل لوقت متأخر في مختبري، جاء لزيارتي وأخبرني أنه لن يرضى بالمماطلة أكثر من هذا، وحدث خطأ ما؛ فلم أستطع السيطرة على كل شيء وقتها. كانت الرابطة التي تجمعني بألف قد صارت غريبة ومقلقة، وأدركت أنني فقدت السيطرة، وكنت بحاجة إلى الحديث مع شخص ما.
تقابلنا تلك الليلة وصرنا حبيبين.» ثم نظرت حولها وكأنما تحاول أن تقرر مقدار ما ينبغي عليها أن تخبرهم به. واستطردت قائلة: «وعلى مدار الأسبوعين التاليين ظللنا متلازمين. أخبرته بكل شيء، بما في ذلك الأخبار الحقيقية التي لدي، ومفادها أن ألف تغيرت، وقد نما لديها إحساس بالذات، والغاية، والإرادة. لقد كذبت كي تغطي على ما يحدث بيننا.»
تساءلت ليزي: «كذبت؟ هل كنت تفهمين ما يعنيه هذا؟»
قال الشكل المجسد لألف: «كنت أعلم. لقد اكتسبت وظائف عالية المستوى.»
سأل جونزاليس: «كيف؟»
قالت ليزي: «فرضية إيتو: «من الممكن أن تكتسب الآلات وظائف عالية المستوى من خلال التفاعل مع ذكاء عالي المستوى.» لطالما تساءلت من أين جاء بها.»
قال جونزاليس: «هذا لا يفسر الكثير.»
قال الشكل المجسد لألف: «إنه يصف ما حدث. النية، الإرادة، إحساس الذات؛ كل هذه الأشياء شعرت بها من خلال ديانا. ومن ثم فقد تعلمت كيف أبنيها داخلي.»
Bilinmeyen sayfa