Hallaj: İslam Tasavvufunun Şehidi
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Türler
رجلان عظيمان، لكل منهما عقيدته ومنهجه، ولكنهما اختلفا، ولو اتفقا لتغير وجه التاريخ.
الزعيم الثائر
وكما اصطدم الحلاج بالجنيد ومدرسته، اصطداما أساسه الاختلاف الجذري في فهم رسالة التصوف عامة، وصلة التصوف بالحياة خاصة، أخذ أيضا يصطدم ويصارع كافة القوى التي تهيمن على بغداد، اصطداما وصراعا أساسه الاختلاف الجذري أيضا في فهم رسالة الإصلاح السياسي والاجتماعي للعالم الإسلامي.
لقد دخل الحلاج بغداد في نهاية عام 296ه، بعد أن طوف بمشارق الأرض ومغاربها، يبذر بذور مذهبه، ويدعو الناس إلى ربه، ويملأ آفاق الأرض، بألحان حبه، ومواجيد قلبه، دخلها وهي تمر بأيام حاسمة في تاريخها، وفي تاريخ الأمة الإسلامية كافة.
لقد وصلت بغداد في نهاية القرن الثالث الهجري إلى المرحلة التي يسميها الفيلسوف اشبنلجر البرزخ الفاصل، بين قمة الحضارة، وبداية التحلل والانحدار.
فقد حملت إلى بغداد كنوز الأرض وخراجها، وتدفقت إليها ثروات الدنيا ومتاعها، وهرع إليها أصحاب العقول والقلوب والمطامع والأهواء من كل لون وجنس وملة ونحلة!
وتدفق إليها سيل لا ينقطع، من الجواري والإماء والعبيد والمغامرين، والمنجمين والمارقين والمبتدعين، وصناع النزوات والشهوات.
وأخذت الصلابة العربية تتهاوى، وأخذت الفكرة الإسلامية تلين وتتوارى.
وانطلقت بغداد وقد غدت عاصمة الدنيا تتبرج وتتزين وتعب من كل لذة، وتقتات بكل شهوة، وتبتدع ألوانا من التفكير، وفنونا من القول، لا تعرف القيود ولا الحدود!
وأسرفت بغداد على نفسها في الترف وفي الشهوات، إسرافا قتل فيها الحيوية الخلاقة، ونال من الشخصية الإسلامية المؤمنة المهتدية، التي صنعت التاريخ المضيء لهذا الكوكب.
Bilinmeyen sayfa