Hallaj: İslam Tasavvufunun Şehidi
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Türler
قال: فأخذ خالي يحادثه وأنا صبي جالس معهما أسمع ما يجري، فقال لخالي: قد عملت على الخروج من البصرة، فقال له خالي: لم؟ قال: قد صير لي أهل هذا البلد حديثا، فقد ضاق صدري وأريد أبعد منهم، فقال له: مثل ماذا؟ قال: يروني أفعل أشياء فلا يسألوني عنها، ولا يكشفونها، فيعلمون أنها ليست كما وقع لهم، ويخرجون فيقولون: الحلاج مجاب الدعوة، وله مغوثات، قد تمت على يده ألطاف، ومن أنا حتى يكون لي هذا؟ بحسبك أن رجلا حمل إلي منذ أيام دراهم، وقال لي: اصرفها إلى الفقراء فلم يكن يحضرني في الحال أحد، فجعلتها تحت بارية من بواري الجامع إلى جنب أسطوانة عرفتها، وجلست طويلا فلم يجئني أحد، فانصرفت إلى منزلي وبت ليلتي، فلما كان من غد جئت إلى الأسطوانة وجعلت أصلي، فاحتف بي قوم من الفقراء، فقطعت الصلاة وشلت البارية فأعطيتهم تلك الدراهم، فشنعوا علي بأن قالوا: إني إذا ضربت يدي إلى التراب، صار في يدي دراهم، قال: وأخذ يعدد مثل هذا، فقام خالي عنه وودعه ولم يعد إليه، وقال: هذا منمس وسيكون له بعد هذا شأن، فما مضى إلا قليل حتى خرج من البصرة وظهر أمره.»
يقول طاهر بن أحمد التستري:
15 «تعجبت من أمر الحلاج، فلم أزل أتتبع وأطلب الحيل، وأتعلم النيرنجات لأقف على ما هو عليه! فدخلت عليه يوما من الأيام، وسلمت وجلست ساعة، ثم قال لي: يا طاهر لا تتمن، فإن الذي تراه وتسمعه من فعل الأشخاص لا من فعلي، لا تظن أنه كرامة أو شعوذة! فصح عندي أنه كما يقول.»
ويقول أبو العباس الرزاز: «قلت لأبي العباس بن عطاء: ما تقول في الحسين بن منصور؟ فقال: ذاك مخدوم من الجن، قال: فلما كان بعد سنة، سألته عنه، فقال: ذاك من حق، فقلت له: قد سألتك عنه قبل هذا فقلت: مخدوم من الجن، وأنت الآن تقول هذا! فقال: نعم، ليس كل من صحبنا يبقى معنا، فيمكننا أن نشرفه على الأحوال! وسألت عنه وأنت في بدء أمرك، وأما الآن وقد تأكد الحال بيننا، فالأمر فيه ما سمعت.»
16
وأبو العباس بن عطاء يزيد الأمر غموضا وإبهاما، فيجعل من عجائب الحلاج، أو من كراماته سرا يجب أن يصان، وأن يضن به على غير أهله.
ومصرع الحلاج أيضا تحيط به الخوارق أو الكرامات، كما يتحدث الرواة، فجسده يبقى ساعات حيا بعد قطع رأسه؟ ودمه يخط على الأرض ... لا إله إلا الله!
وعندي أن أروع خوارق الحلاج أو كراماته هي فدائيته وبطولته الصادرة في إيمان عميق، وثبات رهيب، وصبر معجز، أمام هول من العذاب لا يحتمله بشر!
لم يضعف، ولم يهن، ولم يتراجع، ولم يغفل لسانه أو قلبه لحظة أو سائحة عن ذكر الله، والتغني بحبه.
والحلاج بعد هذا من أصحاب الرياضات والمجاهدات، بل هو قمة شامخة في المجاهدات والرياضات الروحية، حمل نفسه فيها على الصعب الأشق، وهي طريق ينبت دائما هذه الخوارق، أو هذه الكرامات.
Bilinmeyen sayfa