Böyle Buyurdu Zerdüşt
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Türler
ومن الناس من ضلوا السبيل في حياتهم، فأضاعوا عمرهم، فعلى هؤلاء أن يعملوا على بلوغ التوفيق في موتهم على الأقل.
وهنالك أثمار لا تنضج لأنها تتهرأ في الصيف ولكنها تبقى معلقة بأغصانها؛ لأن جبنها يصدها عن السقوط، وهكذا نرى في العالم أناسا يلتصقون التصاقا بأغصانهم، فهل من عاصفة تهب على الشجرة لتسقط ما عليها من أثمار تهرأت ورعى الدود قلبها؟ ليتقدم دعاة الموت العاجل وليهبوا كالعاصفة على دوحة الحياة، غير أنني لا أرى غير دعاة للموت البطيء يعظون بالصبر واحتمال كل مصائب الأرض.
إنكم تدعون إلى مكابرة الأرض ومجالدتها، أيها المجدفون والأرض صابرة عليكم صبرها الجميل.
والحق أن ذلك العبراني الذي يمجده المبشرون بالموت البطيء قد مات قبل أوانه، ولم يزل جم غفير يعتقد بأن ميتته المبكرة كانت مقدورة عليه .
وما كان هذا المسيح العبراني قد عرف غير دموع قومه وأحزانهم وكيد أهل الصلاح والعدل؛ لذلك راودته فجأة شهوة الفناء.
ولو أنه بقي في الصحراء بعيدا عن أهل الصلاح والعدل لكان تعلم حب الحياة وحب الأرض، ولكان تعلم الضحك أيضا.
صدقوني، أيها الإخوة، إن المسيح قد مات قبل أوانه، ولو أنه بلغ العمر الذي بلغت، لكان جحد تعاليمه، وقد كان له من النبل ما يكفيه لاقتحام العدول عنها، ولكنه لم يبلغ النضوج، ولم تبلغه المحبة في الشباب؛ فكره الناس وكره الأرض، وهكذا بقيت روحه مثقلة ولم ينشر جناحه المهيض.
4
إن في الرجل من الطفولة ما ليس في الشاب، فالرجل الناضج أقل حزنا وأقدر على فهم الحياة والموت؛ لأنه يشعر بحريته للموت وبحريته في الموت، وإذا امتنع عليه أن يثبت شيئا أنكره.
حاذروا أن يكون موتكم تجديفا على الأرض والإنسان أيها الصحاب. تلك هي النعمة التي أستجديها من وداعة روحكم.
Bilinmeyen sayfa