Böyle Buyurdu Zerdüşt
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Türler
إن ما تتأثر الحواس به وما يدركه العقل لا نهاية له في ذاته، غير أن الحس والعقل يحاولان إقناعك بأن فيهما نهاية الأشياء جميعها، فما أشد غرورهما!
ما الحس والعقل إلا أدوات وألعوبة، والذات الحقيقية كامنة وراءهما مفتشة بعيون الحس ومصغية بآذان العقل.
إن الذات ما تبرح مفتشة مصغية، فهي تقابل وتستنتج، ثم تهدم متحكمة في الشخصية سائدة عليها، فإن وراء إحساسك وتفكيرك، يا أخي، يكمن سيد أعظم منهما سلطانا؛ لأنه الحكيم المجهول، وهذا الحكيم إنما هو الذات بعينها المستقرة في جسدك وهي جسدك بعينه أيضا.
2
إن في جسدك من العقل ما يفوق خير حكمة فيك، ومن له أن يعلم السبب الذي يجعل جسدك بحاجة إلى خير ما فيك من حكمة.
إن ذاتك تهزأ بشخصيتك وبألعابها قائلة: ما هي خطرات الفكر وتساميه إن لم تكن جنوحا إلى هدفي، أفلست أنا رائدة الشخصية وملهمة أفكارها؟
تقول الذات للشخصية: اشعري بألم، فتتألم وتفتكر بالتخلص من هذا الألم وقد تحتم عليها أن تتجه إلى هذه الغاية.
وتقول الذات للشخصية: اشعري بالسرور، فتسر وتفتكر بإطالة أمد هذا السرور، وقد تحتم عليها أن تتجه إلى هذه الغاية.
لي كلمة أقولها للمستهزئين بالجسد، وهي أن احتقارهم إنما هو في الحقيقة حرمة واعتبار؛ إذ من هو يا ترى موجد الاحترام والاحتقار والتقدير والإرادة؟
إن الذات المبدعة أوجدت لنفسها الاحترام والاحتقار كما أوجدت اللذة والألم، إن الجسم المبدع أوجد العقل لخدمته كساعد يتحرك بإرادته.
Bilinmeyen sayfa