Böyle Buyurdu Zerdüşt
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Türler
أفما بلغت أنفك رائحة المجازر حيث تنحر الأفكار ومطاعم السوقة حيث تباع بأبخس الأثمان، أفما ترى أبخرة العقول المضحاة تتصاعد منتشرة كالدخان فوق هذه المدينة.
أفما تلوح لك الأرواح معلقة معروضة كأنها خرق قذرة بالية، فإذا هي تنقلب صحفا تنشر بين الناس.
أفلا تسمع البيان الطلي يستحيل هنا إلى تلاعب ألفاظ وسخائف تغص بها جداول الصحف، فإذا هي مصارف أقذار.
إن بعضهم يتحدى البعض الآخر، ولا يعلمون على ما يختلفون، يأخذ بهم الغيظ كل مأخذ وقد غاب عنهم سببه، فلا يسمعونك إلا طقطقة فلوسهم ورنين دنانيرهم.
لقد استولى عليهم البرد فلا يدفئون إلا بكرع الخمور، وإذا ما دبت الحرارة فيهم لجئوا إلى مهب الأفكار الباردة، فهم أبدا مسوقون بالرأي العام مأخوذون بدرجة غليانه.
هنا مقام جميع الرزائل والشهوات، وهنا أيضا فضائل عديدة لها مهارتها ولها مشاغلها، ولتلك الفضائل الجمة أنامل للكتابة وأرداف من رصاص للمتحلين بها وسادات من الجلد علقت عليها الأنواط، ولهم أيضا بنات هزلت أردافهن فاصطنعن لهن من القش أردافا.
وإنك لتجد هنا كثيرا من الإشفاق والاحتشام وكثيرا من الاتضاع أمام رب الجيوش؛ لأن من مقامه الأعلى تتهاوى الكواكب ومعها النفثات، وكل صدر عاطل عن الكواكب يرسل نحو هذا المقام زفرات شوقه.
إن للقمر جوه وفي هذا الجو تدور أتباعه، والشعب المتسول لا يفتر مع الفضائل المتسولة يرفع الصلاة إلى كل ما يلتمع في مدار القمر، وما الصلاة إلا كلمات: خدم، خدما، خدموا، نحن نخدم. يترنم بها أهل الفضائل، وهم يتجهون إلى الحاكم الأعلى متوقعين سقوط الأنواط المتوهجة على صدورهم الضيقة، غير أن القمر نفسه يدور حول الأرض وما عليها من نتاج التراب، والحاكم أيضا يدور حول كل ما هو أرضي، وما من شيء أعرق في الأرض من ذهب بائعي السلع، إن رب الجيوش ليس ربا للسبائك فإذا ما الحاكم دبر، جاء بائع السلع فقرر.
أي زارا، أستحلفك بكل ما فيك من نور وقوة وصلاح أن تتفل على هذه المدينة، مدينة بائعي السلع وتكر راجعا إلى الوراء. إن الذي يجري في عروق سكانها إنما هو دم مفسود، فاتفل على المدينة الكبرى؛ لأنها المزبلة التي تتراكم فيها الأقذار.
اتفل على مدينة النفوس الضعيفة والصدور الضيقة، مدينة العيون الحاسدة والأنامل اللزجة، مدينة الوقحين والفجار والمعربدين والطامعين اليائسين، المدينة التي يتكدس فيها من تأكلهم سوس الفساد من أهل الشهوات المضروبين بالقروح المتآمرين.
Bilinmeyen sayfa