Böyle Buyurdu Zerdüşt

Felix Faris d. 1358 AH
142

Böyle Buyurdu Zerdüşt

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Türler

وسكت زارا لحظة وهو حائر، فإذا بأحب أتباعه إليه ينهض ويقبض على يده قائلا: «إن تعبير رؤياك إنما هو في حياتك نفسها يا زارا، أفلست أنت النعش، وقد حشدت الحياة فيها سيئاتها وعبوس ملائكتها؟ أفليس زارا يجتاح اللحود مقهقها كالأطفال ساخرا بالساهرين على القبور الخافرين لها، مستهزئا بكل من تقرقع المفاتيح في أيديهم.

لسوف يذعر هؤلاء الناس منك فيطرحهم ضحكك أرضا فيغمى عليهم، ثم ينتبهون وبذلك يثبت عليهم سلطانك.

لقد اطلعت لنا كواكب جديدة في الآفاق ونشرت من الليل ما كنا نجهله من البهاء، والحق أنك مددت ضحك فوق رءوسنا فأظلنا بعديد ألوانه، فمنذ الآن ستتعالى قهقهة الأطفال من النعوش وستعصف من الجهود القاتلة الريح التي نتوقعها.

لقد مثلت نفسك أعداءك فأزعجتك رؤياك، ولكنك انتبهت منسلخا عنهم وعدت إلى روعك، وهم أيضا سينتبهون فيرجعون إليك.»

هكذا تكلم التابع، فدار سائر الأتباع بزارا يشدون على يديه محاولين إقناعه بالنهوض من فراشه والانسلاخ عن أحزانه ليعود إليهم، غير أن زارا بقي جالسا على فراشه وعيناه جاحظتان كأنه عائد من سفر بعيد لا يعرف ممن حوله أحدا، ولكن أتباعه رفعوه وأوقفوه؛ فانتبه فجأة وتغيرت سحنته فمد يده يداعب شعر لحيته ورفع عقيرته قائلا: كل هذا سيكون عندما يحين زمانه، فأعدوا لنا غذاء طيبا الآن لأكفر عن الرؤيا التي رأيت، غير أن العراف سيجلس إلى جنبي ليأكل ويشرب معي وسأريه بحرا يغرق فيه نفسه.

هكذا تكلم زارا ...

ولكنه حدق في وجه تابعه الذي عبر له حلمه، حدق به طويلا وهو يهز رأسه ...

الفداء

وسار زارا يوما على الجسر فأحاط به رهط من أهل العاهات والمتسولين، وتقدم إليه أحدب يقول له: التفت إلى الشعب يا زارا، فهو أيضا يستفيد من تعاليمك وقد بدأ يؤمن بسنتك، ولكن الشعب بحاجة إلى أمر واحد ليتوطد إيمانه بك: عليك يا زارا أن تتوصل إلى إقناعنا نحن أهل العاهات، وأمامك الآن نخبة منهم وما لك بعد مثل هذه الفرصة تنتهزها لتقوم باختبارك على مثل هذا العدد من الرءوس، بوسعك الآن أن تشفي العميان والمقعدين فتخفف الأثقال، وتريح المتعبين، تلك هي الطريقة المثلى لهداية هؤلاء القوم إلى الإيمان بزارا.

فأجاب زارا: من يرفع عن ظهر الأحدب حدبته فقد نزع منه ذكاءه. هذه هي تعاليم الشعب، وإذا أعيد النور إلى عيني الأعمى فإنه ليرى على الأرض كثيرا من قبيح الأشياء فيلعن من سبب شفاءه، ومن يطلق رجل الأعرج من قيدها فإنه يورثه أذية كبرى؛ إذ لا يكاد يسير ركضا حتى تتحكم فيه رذائله فتدفعه إلى غايتها. هذه هي التعاليم التي ينشرها الشعب، وهل على زارا إلا أن يأخذ عن الشعب ما أخذه الشعب عنه؟

Bilinmeyen sayfa