Böyle Yaratıldı: Uzun Bir Hikaye
هكذا خلقت: قصة طويلة
Türler
وانتقل الشاب إلى مسكنه الجديد، وكنت أزوره هو وأخته الحين بعد الحين، وكان زوجي يرافقني في هذه الزيارات أحيانا، فيرى في كل مرة جديدا في أثاث ولدي يسره ويعجبه، وإن شعرت دائما بأنه يقوم بهذه الزيارات معي مجاملة لي، لا بدافع من قلبه ووجدانه.
فلما اطمأن ولدي إلى أنه أفاء على مسكنه آخر سمة له، دعانا يوما لتناول الشاي عنده، وذهبنا عنده فاستقبلتنا أخته؛ لأن عروسه شعرت بوعكة لعلها من أثر الحمل، فلما دخل زوجي إلى غرفة الاستقبال رأى فيها صورة مكبرة لزوجي الأول أبي الولدين، فوقف يتأملها ووقفنا من حوله أنا وولدي، فنظر إلينا وإلى الصورة وقال : «هذه هي الأسرة الأولى اجتمعت من جديد.»
وشعرت في نبرة صوته بأسى المنهزم الذي حاول أن يقاوم الطبيعة فلم تنجح محاولته، وحاول أن يرث ما ليس له بحق فلم ينل ما أراد، هنالك أيقنت أنني أصبحت فريسة بينه وبين الولدين يجذبني كل إلى ناحيته، وأني لن يهدأ لذلك بالي، ولن يطيب لي عيش بعد اليوم.
رباه! ماذا أصنع لأنجو من موقف أنوء باحتماله؟! إنني لا قدرة لي على مغاضبة ولدي، ولا قدرة لي على مغاضبة زوجي، فولداي هما ولداي، وزوجي هو الذي افتداني من موقف لم يكن أحد لينقذني منه لو لم يمد هو إلي يده، إنني أضرع إليك، أنا المرأة الضعيفة المؤمنة بقضائك وعدلك، فهبني من لدنك رشدا، وهيئ لي من رحمتك سندا أحتمي به من هول هذا الموقف.
ولم تكذب مخاوفي، فقد بدأ هذا الصراع الصامت بين زوجي وولدي يتجاذبني يمنة ويسرة، وبدأت أشعر كأني الكرة يتجاذبها المتنافسان، وكل منهما في موقفه لا يريم عنه، فكان ولداي يذكران أن اشتغالي براحة زوجي يشغلني عنهما، وكان زوجي يتهكم بي قائلا إن لي العذر أن طغت علي أمومتي فشغلت عنه، وزوجي وولداي لا يبدي أي منهم للآخر إلا المودة والحسنى، والقلوب مطوية على التنازع على هذه المرأة المسكينة المغلوبة على أمرها؛ لأنها زوج تقر لزوجها بفضله ومروءته ونبله، وأم تحب ولديها حب العبادة.
رباه! ماذا أصنع؟! عاودني إذ ذاك رجع من تقوى صباي يوم كنت رضوان الجنة، فأعددت في بيتنا مصلى عنيت به كما كنت أعنى بمصلى المدرسة، وأكببت على فروضي أصليها لأوقاتها، أستيقظ مع الفجر أصليه حاضرا قانتة إلى ربي داعية إياه، أستغفره وأتوب إليه، وألبي داعي المؤذن كلما نادى: «حي على الصلاة»، فأهرع إلى مصلاي فأجد في الصلاة سكينة نفسي وطمأنينة قلبي بانقطاعي إلى ربي.
وذكرت يومئذ عمتي الحاجة وطرحتها البيضاء، وكانت قد انتقلت منذ سنوات إلى جوار الله، فاتخذت للصلاة طرحة بيضاء كطرحتها، وإنني لأصلى الفجر يوما وأقرأ القنوت إذ هتف بي هاتف: «ما لك لا تحجين بيت الله أداء لفرضه؟ إنك إن تفعلي يغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وتبعدين بذلك عن صراع أنت وحدك فريسته وضحيته.»
ما أرحمك يا رب، وما أعظم فضلك! لقد اطمأن قلبي لهذا الهاتف، واعتزمت لساعتي أداء هذه الفريضة الخامسة من فرائض ديني، فلما جاء زوجي أفضيت له بعزمي فقال: أنت وما تريدين. وأخبرت ولدي كذلك بأني خارجة إلى الحج، وما كان لهما أن يصداني عنه.
وبدأت أتجهز للحج وأعد له عدتي، ومن يوم بدأت هذا التجهز شعرت بالإيمان يطرد الهم من قلبي ويحل محله النور والطمأنينة، وشعرت بزوجي وولدي يحوطونني بعناية سعدت بها من قبل ثم نسيتها من يوم حملق في هذا الطيف الملتف في أكفانه وصاح بي مهددا ونذيرا.
ما ألذ حلاوة الإيمان، وما أعظم سعادة المؤمنين! فمنذ نذرت الحج وشغلت بالتجهز له تقشعت من حولي كل سحابة داكنة، وأقبل علي أهلي وأصحابي يهنئونني بما اختار الله لي، ويطلبون إلي أن أدعو لهم بالخير وأنا عند بيت الله المحرم، وجاءني زوجي يوما يقول: «ناشدتك الله إلا ما استغفرت لي ربي وأنت تلبين على عرفات للصفح عني إن كنت قد أخطأت في حق صديقي زوجك الأول»، وأخذ ولداي يسألاني عما يكملان به جهاز سفري، ويطلبان إلي أن أباركهما، وأن أدعو الله لهما، وسمت بي صلواتي في هذه الفترة فوق نوازع النفس كلها، فهانت علي الدنيا وما فيها، وأيقنت حقا أنها متاع الغرور!
Bilinmeyen sayfa