ويقول أهل لداخ بتعدد الأزواج من الذكور، وينشأ انتحالهم لهذه العادة عن فقرهم، ففي لداخ يجتمع خمسة إخوة أو ستة أخوة، في الغالب؛ ليعولوا امرأة، ويؤلفوا أسرة، وأما البالتيون، وإن لم يكونوا أغنياء، فلم يتخذوا هذه العادة؛ لتحريم الإسلام إياها، وينزح أناس كثرون منهم، عن بؤس، إلى سهل الغنج فيكونون عمالا مأجورين لدى الإنجليز، فإذا ما جمعوا مالا قليلا عادوا إلى جبالهم ومساقط رءوسهم؛ ليقضوا فيها بقية أعمارهم، وإذا ما أثروا تزوج الواحد منهم غير زوجة.
والمنطقة التي يبدأ نهر السند بالجري من شمالها إلى جنوبها مجولا حول شوامخ ننغا بربت تعرف بدردستان، ويسكن هذه المنطقة أناس يختلفون عن أولئك، فما يتصفون به من القامات العالية والوجوه البيضية الناضرة يدل على أصلهم الآري، وهم، مع إسلامهم يقولون بنظام الطوائف، ومن أكثر الطوائف احتراما عندهم طائفة الصين التي ورد ذكرها في شرائع منو وفي المهابهارتا، فظن بعض علماء أوروبا، على غير حق، أنها تدل على نسب بين أهل دردستان وأهل الصين، ومن الدرديين يتألف أشراف دردستان الذين يستعبدون سكان البلاد الفطريين أو الدوم القاطنين في الأصقاع الممتدة إلى البنجاب والقسم الشمالي من راجبوتانا، والمتصفين باسوداد جلودهم كجلود همج الهند الوسطى والمعدودين أنجاسا عند البراهمة والمسلمين، وما عند الدرديين من عادات وثنية شاهد على قدمهم، وفي بلادهم أنصاب كثيرة تشابه أنصاب بريتاني، ويتصف الدرديون وسادتهم بالخلق الحر وحب الفخر، ولم يتم قط إخضاع ياغستان التي تقيم بها إحدى قبائلهم فيسميها الإنجليز «البلد المتمرد».
ويرى بين لهجات دردستان ولغات الأفغان وجه قرابة.
وادي كشمير
جميع البلاد التي ذكرناها من أعمال راجه كشمير، فإذا نزلنا إلى منطقة كشمير الأصلية، أي إلى الوادي البالغ طوله ثلاثين فرسخا، والبالغ عرضه عشرة فراسخ، والمشهور في العالم كله بجمال مناظره، ووفرة نباته، وجدنا عرقا يختلف عن عروق المناطق المحيطة به، فيجب أن يطلق اسم الكشامرة على سكان هذا الوادي، لا على مختلف القبائل المجاورة له.
ويشتهر الكشامرة من الناحية الجثمانية بين أهم سكان الهند وأكثر الناس بياضا، وتشتهر نسوتهم بالجمال.
فللكشامرة جلود ناعمة ملونة قليلا، وأنوف قنو، ولحى وشعور كثة، وقامات مربوعة، وأجسام ضليعة.
وتدل سيماهم على الاعتداء أكثر من أن تدل على الشجاعة، وهم على جانب عظيم من الاستعداد الفني، فهم الذين يصنعون الشالات المشهورة في العالم بأسره والآنية النحاسية المزينة بالميناء، فلم توفق أوروبا لتقليدها حتى الآن.
شكل 2-1: زعيم ناغي «من جبل آسام».
ويمكن عد سكان وادي كشمير، أو طوائفهم العليا على الأقل، وذلك من الناحية الإثنوغرافية، حفدة لآريين، كانت تجري في عروقهم دماء تبتية قليلة.
Bilinmeyen sayfa