Hind Uygarlıkları

Emil Ludwig d. 1377 AH
192

Hind Uygarlıkları

حضارات الهند

Türler

جمع إذ ذاك أفكاره خالصة كاملة نيرة منزهة عن الرجس خالية من الفساد مرنة مهيأة لما أعدت له ثابتة محافظة على العهد مستعدة لتلقي الحكمة الربانية.

فرأى بالعين الإلهية الخالصة التي هي أرقى من العين البشرية بمراحل أن الخلائق ترتحل وتبعث من طبقة طيبة أو من طبقة حقيرة وفي طريق قويم أو طريق رديء عاجزة أو ناهضة مجزية بأعمالها.

وتمثل له مدى البؤس البشري من جديد فعن له أن يكتشف، في هذه المرة، سببه والوسائل التي يزول بها زوالا تاما.

وهو إذ أنعم النظر في سلاسل العلل والمعلولات رأى أن الشهوة أو الرغبة هي أم الشرور وأن الوهم على رأسها، فالشهوة تستحوذ على الإنسان منذ ولادته وتقضم قلبه كالثعبان ذي السبعة الرءوس الدائم الحياة الذي لا تروى له غلة أبدا، وكيف تروى غلة هذا الثعبان؟ ليست الفرائس التي ترمى له، أي المجد والسلطان والعز وثمل المشاعر وملاذ الروح والفتوة والجمال والحب إلا أعراضا زائلة وأوهاما خادعة، والإنسان وإن طمع فيها لم تكن إلا طيفا باطلا، وإذ إن كل شيء في الكون يتحول بلا انقطاع، وإذ إن كل شيء في الكون يهلك ويتجدد، وإذ إن كل شيء في الكون في يومنا غيره بالأمس فهل تجد غير الأوهام التي هي وليدة الرغبة وهدفها؟ ألا نحسن صنعا إذا ما قتلنا الرغبة في أنفسنا وبددنا بذلك الأوهام فالآلام؟

هكذا اتضح لبدهة نور الدين، المجهول سابقا، فيتسع، على الدوام، بإعمال الفكر فيصدر عنه الرأي والرؤيا والعلم والفهم والذكر والمعرفة.

وهكذا علمت، أيها المتدينون، ما هو الألم وما هو مداه وما هي الوسائل التي يزال بها، وعلمت أيضا، ما هو بؤس الشهوة وبؤس الحياة وبؤس الجهل وبؤس النظر وكيف تغلب هذه الأبؤس وتزول فلا يبقى لها أثر، وعلمت، أيضا، ما هو الوهم وما هو مداه وكيف يبدد ويزول فلا يبقى له أثر.

إذن، قام مذهب شا كيه موني، الذي أراد أن ينشره بين الناس حينما نهض من تحت شجرة الحكمة وعاد إلى إخوانه، على إبطال الرغبة والتجرد من أمور الدنيا وتبديد الوهم كأمل عال، والدخول في ملكوت نروانا حيث يغيب الشعور والفكر.

ولو اقتصر ما جاء به شا كيه موني على البراهين الفلسفية التي عزتها القصة إليه ما خرج اسمه من تحت طبقة الظلمات حيث يرقد كثير من أجيال البشر، فالبراهين الفلسفية لا تحرك الجموع، والجموع يؤثر فيها صوت المشاعر وحده، فمن يرد أن ينفذ قلوب الناس فليشاطرهم آمالهم وآلامهم وليهز مشاعرهم، وذلك كما أصاب أحد الشعراء في قوله: «مهما بلغ ما نعبده من الشدة وجدنا فيه ما يقاسمنا آلامنا، امرأة كان أو إلها.»

شكل 3-6: ناغدها «بالقرب من أوديبور»، أطلال معابد قديمة في الآجام.

في ذلك ترى سر النفوذ البالغ الذي اتفق لبدهة الذي كان ابن ملك فأصبح ، كما ود، سائلا ليقاسم الجموع بؤسها، وليعلمها كيف تتخلص منه، فعرف كيف يحرك أفئدتها، وبدهة، كعيسى، أدرك آلام البشر وقاسمهم إياها وعلمهم قيمة المحبة والأمل، فلم يزل سيدهم.

Bilinmeyen sayfa