15
في قطر، كالهند، ذي عظمة رائعة وجمال عال وذي يسر لم تسمع به أذن مرة، وذي عسر مرهوب مرة أخرى، ففي الهند عدت الشمس والرياح والأنهار والجبال والنباتات قوى قادرة، وبدا سير الشمس للآريين سرا محيرا للعقول، وشملت لطائف الفجر وعذوبة الشفق وتعاقب الفصول أنظارهم، فملأ شعراؤهم حظيرة قدسهم بآلهة وصفوها.
ولكن القوم في وادي السند حيث يكون الحر والجفاف هائلين كانوا يضرعون ببليغ القول، في الغالب، إلى إله الريح وايو وإلى أعوانه ورسله الماروت وإلى البقرات السماوية التي هي سحب تحمل المطر.
فإليك بعض الأنشودة التي تتغنى بالشمس، فتعد مثالا حسنا للشعر الويدي:
يقيم الإله ساوتري بالنجم الساطع الذي يبزغ
16
فينير العوالم كلها، فالشمس تحيي بأشعتها السماء والأرض والهواء.
يجيء بالشمس جيادها الحمر، فيصل الفجر العظيم الجميل الذي ينعش الجميع بضيائه، فتأتي الإلاهة على مركبة فخمة فتوقظ الإنسان ليقوم بعمل نافع.
كيف تطلع الشمس التي لا دليل لها وكيف تغيب الشمس التي لا رابط لها من غير أن تسقط؟ ومن يعرف القدرة التي تمسكها؟ هي صاحبة ريتا، هي حافظة القبة الخضراء وعمادها.
والنار التي تعرف بأغني من أهم الآلهة الويدية، ولا يفوق النار سوى الخالق الأعلى الإله إندرا، فالنار موجودة في كل مكان، وتسري النار في كل مكان، تسري في شرايين الأحياء وفي جوف الأرض وفي عروق النبات وفي أشعة الشمس، والنار تتجلى إذا ما ألهب الكاهن الحطب، جاء في الويدا:
Bilinmeyen sayfa