وتقريب القرابين، وأرواح النسوة اللائي يتوفين في النفاس أصعب الأرواح مراسا.
30
وإذا مات غريب بين الغوند أقاموا له عبادة خاصة كما يقيمون للقريب، ومن هذا أن قائد المائة بول مات مثخنا بالجراح في قتال قام به ليصل إلى مدراس بجوب غوندانا، فهال ذلك السكان الذين خر بينهم قتيلا لاعتقادهم أن روحه الغاضبة الساخطة ستختلف إلى منازلهم، فأقاموا له هياكل وقدموا ما يستميلونه به من الأدعية والقرابين.
وليست أرواح الموتى وحدها هي ما يعبده الغوند، فكل شيء إله عندهم، فقوى الطبيعة وآفاتها، مثلا، مما يعبدونه، فهم يرون أن على رأس كل آفة عفريت لا بد من إجادة عبادته إذا أريد درء ما يحمله من الشرور، وهم يرون تقديس الهيضة
31
والجدري وحمى الآجام والضرع إليها بغية دفع عواديها.
والإله الذي يحتل، مع الشمس النافعة أو الضارة والأرض الخصيبة أو الجديبة، أسمى مقام بين آلهة الهند الوسطى هو الإله القادر على كل شيء الذي تصفر الوجوه حين يذكر، وتجف
32
القلوب حين يزمجر، أكال البشر، الإله النمر.
والنمر عندما يتذوق لحم الإنسان فيروقه فيلقي الرعب في إحدى البقاع، تنصب له الهياكل، ثم يختلط العفريت الذي يغريه ويحرضه بأرواح ضحاياه فتشتد عزيمته بعددها فيكون لها من الحماسة مثل ما له ما أضيف غضبها إلى غضبه، فيصبح أمر تسكينها ضربة لازب، فيجلب في الغالب كاهن ذو شهرة من قبيلة البايغاس على العموم، فيقرأ هذا الكاهن العزائم داعيا إليه تلك الأرواح المتقمصة للنمر والدافعة له على الصولة والشره فيصيب الكاهن نوع من الذهول والوله بفعل الرقية والدروشة، فيخيل إليه أن ضراوة النمر قد انتقلت إليه، فينقض على جدي حي يقدم إليه فيخنقه بأسنانه ويمزق لحمه ويدس رأسه في جوفه الداخن، ثم يرفعه فيرى القوم وجهه المضرج بالدم فيرفعون أصواتهم مستبشرين مسرورين.
Bilinmeyen sayfa