Arapların Medeniyeti

Emil Ludwig d. 1377 AH
124

Arapların Medeniyeti

حضارة العرب

Türler

وتاج محل هو من المباني الإسلامية النادرة التي تفلتت من يد التخريب الإنكليزية المنظمة، والمصادفة هي التي أنقذت تاج محل من عدوان الإنكليز، فقد رأى الحاكم الإنكليزي لورد بنتنك أن تاج محل لا يدر شيئا، فاقترح أن يهدم وتنزع فضته وتباع قطعه في الأسواق، ولولا ما لتاج محل، الذي هو من أعظم المباني التي شادها الإنسان، من الأهمية العالمية الكبرى التي تكفي وحدها لزيارة الهند لنكب العالم بهدمه، والحق أن الذوق الفني مما لا يلائم الطبائع التجارية التي قد يؤدي طغيها على العالم إلى دخوله في دور يستباح فيه تحطيم تمثال كتمثال أفروديت (ڨينوس دوميلو) لتصنع منه أجران وهواوين! (2-7) مسجد المعطي أو مسجد اللؤلؤ في أغرا

ومن بين مباني أغرا المهمة أذكر أيضا «مسجد المعطي» الذي أمر بإنشائه شاهجهان في سنة 1658م وفق طراز عهده، وهذا هو المسجد الذي صاح الأسقف إيبرت حين رآه قائلا: إن الخزي ليعتريه وقتما يفكر في عجز أبناء دينه عن إقامة مثل بيت الله هذا. (2-8) المسجد الكبير في دهلي

تشتمل مدينة دهلي على كثير من المباني التي أقيمت على الطراز الإسلامي في زمن المغول، والتي نعد بعضها باختصار، والمسجد الكبير الذي أقيم في سنة (1060ه / 1650م)، هو أول ما نذكر منها.

بني هذا المسجد الضخم على ذروة ساحة فسيحة يوصل إليها بدرجات عظيمة مؤدية إلى مدخل هائل أنشئ على الطراز الفارسي، وبني من حجارة رملية حمر، ويستر مقدمه رخام أبيض ورخام أسود متداخلان تداخلا بديعا، ولم يشذ عن طراز تلك المباني التي تمازج فيها الفن العربي والفن الفارسي والفن الهندي، وتجد في الصورة التي نشرناها ما يكفي للوقوف على شكله الخاص. (2-9) قصر المغول في دهلي (أو قلعة شاهجهان)

تم بناء هذا القصر، الذي أنشأه شاهجهان، في سنة (1058ه / 1648م) وهذا القصر هو أجمل القصور الإسلامية التي أقيمت في بلاد الهند وفارس، وما في رداهه من الفسيفساء يجعلها قطعا من الحلي.

ولم ينل هذا القصر الشهير (الذي هو من أعجب ما شاده البشر، والذي ضن به البرابرة الذين دوخوا دهلي غير مرة ونهبوها فلم يخربوه) من الإنكليز ما يستحق من العناية، فقد هدموا جميع أجزائه التي رأوا أنهم لا ينتفعون بها، وأقاموا في مكانها ومن أنقاضها ثكنا، ولم يحترموا سوى الرداه التي رأوا فيها بعض النفع لهم، وذلك مع علمنا أن الإنكليز، الذين حسبوا مقدما نفقة تنظيف تلك الرداه من فسيفسائها وزخارفها الجميلة عند تحويلها إلى إسطبلات ومراقد للجنود، لم يروا للخلاص من تلك النفقة ما هو أسهل من تكليسها، فسخط العالم على هذا العمل الهمجي الذي تحمر منه وجوه وحوش البرابرة خجلا، فاضطر الإنكليز إلى كشط ما جنت أيديهم من عمل حقير، وما أبقاه الإنكليز من ذلك القصر يكفي، مع ذلك، لبيان ما كانت عليه حاله قبل أن تصيبه يدهم الهدامة، ويمكن القارئ أن يتمثله بسهولة عند نظره إلى الصورة التي نشرناها في هذا الكتاب عن إحدى رداهه.

قال مسيو روسله: «إن أبهة داخل ذلك القصر مما لم تسمعه أذن، فقد زينت أساطينه وحناياه وأطرقبته بالنقوش العربية العجيبة التي رسمت بالحجارة الكريمة المرصعة في الرخام، وتهب الشمس وقتما تلقي أشعتها على فسيفساء ذلك القصر من خلال حناياه، الحياة لطاقات زهوره المصنوعة من اللازورد والعقيق واليصب، وما لا يحصى من أنواع الحجارة الثمينة.»

وزار هذا القصر الشهير في إبان عظمته فرنسيان، أحدهما: طبيب اسمه بيرنيه، والآخر: صائغ اسمه تاڨرنيه، ووصفا دقائق كنوزه في سنة 1670م وسنة 1677م، وأذن للصائغ تاڨرنيه في فحص حجارته الكريمة ورسمها، وتجد في كتابه تقديرا ورسوما لأهمها، ومما جاء فيه أن في القصر سبعة تيجان مرصعة بالألماس، وأن ثمن أهم هذه التيجان السبعة يقدر ب 160500000 فرنك.

وليس من الصعب أن نستعين بما ذكرناه آنفا، وبما جاء في كتب المتقدمين من الوصف، فنتصور الحال التي كان عليها بلاط ملوك الهند المعاصرين لملك فرنسة لويس الثالث عشر تقريبا، فالسائح الذي يقترب من دهلي يشاهد في الأفق غابة من القباب والمناور التي تناطح السماء، ثم يمتع - بعد أن يدخل دهلي - نظره بمئات القصور والمباني الساحرة المكسوة بالميناء الملون الذي لا يقدر على الإعراب عن جماله غير التصوير، ويجب عليه، إذا ما رغب في اجتلاء طلعة سيد تلك العجائب، أن يسأل عن الساعة التي يذهب فيها إلى المسجد، وهو يشاهد، في أثناء انتظاره صابرا أزوف تلك الساعة، الرياض الغن ذات الجواسق المخرمة المغطاة بالفسيفساء والمنعكس رخامها في مياه الفساقي والحياض العميقة والبارزة من بين أزهار الجلول

1

Bilinmeyen sayfa