Arapların Medeniyeti

Emil Ludwig d. 1377 AH
111

Arapların Medeniyeti

حضارة العرب

Türler

هوامش

الفصل الثاني

العرب في بغداد

(1) حضارة العرب في الشرق في دور الخلافة ببغداد

دور الخلافة في بغداد بآسية ودورها في قرطبة بإسپانية أنضر أدوار الحكم العربي، ولما استقلت تانك الدولتان بسرعة، وفصلت بينهما مساوف عظيمة، كان لهما أصل واحد ودين واحد ولغة واحدة، تقدمتا تقدما متوازيا عدة قرون، وكانت المدينتان الكبيرتان، بغداد وقرطبة، وهما القاعدتان اللتان كان السلطان فيهما للإسلام من مراكز الحضارة التي أضاءت العالم بنورها الوهاج أيام كانت أوربة غارقة في دياجير الهمجية.

ولم يلبث دور ازدهار حضارة العرب أن بدأ بعد أن فرغوا من فتوحهم، وما بذلوا من الجهود في الوقائع الحربية في البداءة وجهوا مثله إلى الآداب والعلوم والصناعة، فتقدموا في الفنون السلمية مثل تقدمهم في الفنون الحربية.

ورأينا أن دمشق أصبحت عاصمة دولة الأمويين العربية بعد المدينة، فلما قبض العباسيون على زمام الخلافة في سنة (132ه / 740م) عزموا على تبديل العاصمة، فأقاموا بالقرب من بابل وعلى شاطئ دجلة، مدينة بغداد التي لم تلبث أن صارت أشهر مدن الشرق.

ولم يبق من المباني التي شادها الخلفاء في بغداد مثل ما بقي في سورية، ولكن ما انتهى إلينا من آثار العرب في العلم والأدب في ذلك الدور وما ورد في كتب مؤرخيهم يكفي لتمثل حضارتهم في القرن التاسع من الميلاد، وما نذكره الآن، وما ندرسه في الفصول الآتية من تاريخ العلوم والفنون، يلقي نورا على ناحية مهمة من نواحي الحضارة العربية لم نوضحه في الفصل السابق.

بلغت بغداد ذروة الرخاء في عصر بطل رواية ألف ليلة وليلة هارون الرشيد الشهير (786م-809م) وابنه المأمون (813م-833م) وصارت أهم مدن الشرق، وذاع صيت الرشيد، وطبق الآفاق، فأرسلت بلاد التتر والهند والصين رسلا إلى بلاطه، وأرسل عاهل الغرب الحقيقي وصاحب الحول والشوكة، الإمبراطور شارلمان، الذي كان يملك ما بين المحيط الأطلنطي ونهر الإلب، وهو الذي لم يملك غير أناس من الهمج - وفدا ليبلغ الرشيد أطيب تحياته، ويلتمس منه الحماية لحجيج القدس، فأجابه الرشيد إلى سؤاله، ورد إليه وفده مع هدايا عظيمة، ومن بينها فيل مجهز بأفخر جهاز، والفيل كانت تجهله أوربة تماما، ولآلئ وجواهر وحلي وعاج وعطور ونسائج حريرية وساعة دقاقة تدل على الوقت، وقد قضى إمبراطور الغرب شارلمان العجب من هذه الساعة هو وحاشيته المتبربرون اللذين لم يكن بينهم من قدر على إدراك كنهها، والذين حاول شارلمان عبثا أن يحملهم على إحياء حضارة الرومان.

وجلس الرشيد على عرش الخلافة في الثالثة والعشرين من سنيه، وكان تنظيم شؤون دولته الواسعة أول ما فكر فيه، فوصلت ولايات الدولة بوسائل نقل منظمة، وأنشئت مرابط؛ لتتمكن البرد بها من قطع المساوف الكبيرة على عجل، وعني بحمام الزاجل لربط ما بين المدن بالرسائل كما هو واقع بين بعض المدن في الوقت الحاضر، وكانت إدارة البريد ببغداد من أهم وظائف الدولة كما في أوربة الحديثة.

Bilinmeyen sayfa