Arapların Medeniyeti

Emil Ludwig d. 1377 AH
105

Arapların Medeniyeti

حضارة العرب

Türler

وليس داخل جامع عمر شيء من التعقيد ، ففيه نطاقان مثمنان ذوا مركز واحد، ويحاط هذان النطاقان بسياج مدور حول الصخرة الشريفة التي هي في وسط هذا الجامع.

وزينة داخل جامع عمر غنية إلى الغاية، وسيقان أعمدة نطاقه الأول من الرخام المأخوذ من المباني القديمة والمختلف شكلا وارتفاعا، وتختلف تيجان هذه الأعمدة في الشكل أيضا، ويرجع أكثرها إلى أوائل العصر البزنطي، ويستر أعلى جدران هذا الجامع فسيفساء باهرة ترجع إلى القرن العاشر من الميلاد كما يظن، ويحيط بقاعدة قبته عصابة عريضة مزينة بآيات قرآنية عن المسيح مكتوبة بخطوط كوفية ذهبية.

شكل 1-7: مسجد عمر في القدس (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).

وجددت قبة جامع عمر في سنة 1021م، أي في زمن ازدهار الفن العربي، وهي ذات زخرف داخلي رائع، أي مكسوة بالفسيفساء والنقوش والرسوم العربية الجميلة المتشابكة المعقدة إلى الغاية.

شكل 1-8: جامع عمر بالقدس (من تصوير المؤلف الفوتوغرافي).

وداخل المسجد باهر جميعه، فحواجزه مستورة بالميناء والفسيفساء والرسوم الذهبية وصحائف البرونز المطرقة، ونوافذه مزينة بقطع زجاجية ملونة في القرن السادس عشر، موصول بعضها ببعض وصلا منسجما بالجص، لا بالرصاص كما في أوربة، وينشأ عن هذا الوصل المنسجم ما لا نراه في كنائسنا من الظل والنور.

وترى في وسط جامع عمر تلك الصخرة الشريفة التي يقال: إن ملكيصادق وإبراهيم وداود وسليمان كانوا يضحون بقرابينهم عليها، ونرى مع ذلك، أن تلك الصخرة هي ذروة جبل مرية التي احترمها سليمان حين توطئته لهذا الجبل، كما ذكرنا آنفا، فاتخذها مذبحا في هيكله لا ريب.

شكل 1-9: داخل مسجد عمر (من صورة فوتوغرافية التقطها المؤلف).

ويبلغ طول تلك الصخرة المقدسة سبعة عشر مترا، ويبلغ ارتفاعها مترين، ويحيط بها سياج حديدي مصنوع في زمن الصليبيين، ويشار في الغار الذي تحت تلك الصخرة إلى المكان الذي روي أن داود وسليمان صليا فيه.

وتقول القصة العربية: إن محمدا ذهب على الدابة الخيالية التي تكلمنا عنها آنفا من ذروة تلك الصخرة ليكلم الله، وتؤيد هذه القصة بوجود سرج رخامي لتلك الدابة لا يزال مرصعا في قبة الصخرة، وتذهب هذه القصة إلى أن جبريل هو الذي منع تلك الصخرة من مصاحبة محمد في رحلته بعد أن ارتفعت من الأرض بضعة أمتار، وأن تلك الصخرة بقيت معلقة في الهواء منذ ذلك الحين راغبة عن العودة إلى حيث كانت، وهذا ما يردده سدنة جامع عمر للزائرين بإخلاص، ومع ذلك، فقد أتيح لي في أثناء دراستي الطويلة لجامع عمر وحديثي الكثير مع قيمه أن أسأل هذا القيم عن رأيه في ذلك فرأيته ضعيف الإيمان بصحته، وظهر لي أن حاكم القدس العثماني في الوقت الحاضر حظر على سدنة ذلك الجامع رواية هذه الأسطورة للنصارى.

Bilinmeyen sayfa