Endülüs'te Arap Medeniyeti: Eşsiz Hayali Bir Biçimde Tarihi Mektuplar
حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
Türler
يلحظ قارئ هذه الرسائل في بعض المواطن شيئا يشبه أن يكون حشوا، أو زيادة، أو فضولا، أو شططا ، أو خروجا عن الموضوع، أو ما شئت سمه؛ وذلك مثل كلامنا على الخمر (انظر فصل صقلية)، وكلامنا على حب الوطن (انظر فصل صقلية)، فليعلمن القارئ أنا لو قصرنا كلامنا في هذه الرسائل على البحث التاريخي البحت، دون تطريتها بمثل هذه المعاني الغضة اللينة المستطرفة، التي تستروح إليها النفوس، وتريح على القارئ عازب نشاطه؛
2
لجاءت كزة جافة ثقيلة مملة. وليس للكاتب اليوم في أي باب من أبواب العلم والأدب منتدح عن أن يداور القارئ على القراءة ويراوغه،
3
ويحتال بكل ضروب الحيل التي تغريه بالقراءة، وتشوقه إلى الاطلاع ما دامت الرءوس كأن بها خبالا، والنفوس كأن بها دائما ملالا؛ على أنه إذا كان الغرض الذي نترامى فيه
4
بهذه الرسائل هو وصف حضارة العرب، فلماذا لا نهتبل هذه الفرصة ونتصدى - ما وجدنا إلى ذلك سبيلا - لكل معنى من معاني هذه الحضارة، ومبلغ ما وصل إليه العرب في هذا المعنى؛ ومن ثم لم نتعرض لمثل ما تعرضنا عبثا، وإنما لنصف لك كل ألوان الحضارة العربية على اختلافها أولا وبالذات، ولننفي عن القارئ ما عساه يلم بساحته من السأم والملال ثانيا وبالعرض.
2
قد يلمح القارئ من أسلوب هذه الرسائل وطريقة الوصف والتفكير فيها مسحة من روح جيلنا، ويراها مصطبغة بصبغة عصرنا؛ وهذا وإن لم يكن في مكنتنا اجتنابه - لأنا؛ ضرورة كوننا من أبناء هذا الجيل وامتزاج روحه منا بالدم واللحم، لا نستطيع الخروج عن كياننا - إلا أنه مع ذلك نكاد نكون قد قصدنا إليه قصدا؛ لأنه يدخل في باب التطرية التي لا بد منها؛ نفيا للملل الذي قد يعرو القارئ إذا نحن توخينا أسلوب تلكم العصور توخيا تاما؛ ولأنه لولا ذلك لما كان ثمت فرق بين هذه الرحلة وبين رحلة قديمة يضعها رحالة حقيقي في هاتيك العصور؛ بيد أنا مع ذلك قد احتفظنا جهد الاستطاعة باصطلاحات العرب في أسماء الأعلام والبلدان والأقطار والممالك، وما إلى ذلك، مع قرنها بأسمائها التي تعرف بها اليوم؛ إما في هامش الرسائل، وإما في صلبها بين أقواس.
3
Bilinmeyen sayfa