============================================================
آخر نفس، فدعا معاوية عمرو بن العاص فقال: ماترى، فقال: إن رجالك لا يقومون برجاله، ولست مثله يقاتلك على أمر وتقاتله على غيره، آنت تريد البقاء وهو يريد الفناء، وأهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم، وأهل الشام لا يخافون من علي إن ظفر بهم، ولكن الق إليهم أمرا إن قبلوه اختلفوا، وإن ردوه اختلفوا، ادعهم إلى كتاب الله حكما فسيما بينك وبينهم، فانك بالغ به حاجتك(1).
قال نصر: حدثنا عمرو بن سمرة باستاده عن جاير قال: سمعت تميم بن خزيم يقول: لما أصبحنا من ليلة الهرير، نظرنا فاذا المصاحف ريطت على رؤوس الرماح. قال أبو جعفر وأبو الطفيل: وضعوا في كل مجنبة(2) مائتي مصحف، فكان جميعها خمسمائة مصحف، ثم نادوا هذا كتاب الله بيننا وبينكم، وأقبل الاشتر على فرس كميت قد وضع مغفره على قريوس السرج يقول: اصبروا يا معشر المسلمين، قد حمي الوطيس واشتد القتال قال نصر في حديث عمر بن سعد: فلما رفع أهل الشام المصاحف قال علي لاكل: أنا أحق من أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني لأعرف بهم منكم، صحبتهم صغارا ورجالا، وكانوا شر صغار، وشركبار(4)، وما رفعوها إلا خديعة، فجآءه من أصحابه قدر عشرين ألفا مقنعين قي الحديد، سالي سيوفهم على عواتقهم، قد اسودت جباههم من أثر السجود، فقالوا: يا علي أجب القوم إلى كتاب الله أو نقتلك كما قتلنا ابن عفان، وابعث إلى الأشتر فياتيك، فقال الأشتر: أمهلوني فواق ناقة لقد أحسست بالظفر، فقالوا له: تحب أنك ظفرت ويقتل أمير المؤمنين، أو يسلم إلى عدوه، فأقبل حتى انتهى (1)المصابيح 318، وقعة صفين (476 -477) .
(2) المجنبة: بكسر النون المشددة : ميمنة الجيش وميسرته ، وبفتحها مقدمة الجيش (3)في (ب ،ج) : ورجال.
(27)
Sayfa 90