============================================================
أنفسنا وأتينا ائمة الضلالة فالتمسنا قتلهم وأرحنا منهم البلاد، فقال ابن ملجم: أنا اكفيكم علي بن أبي طالب، وقال البرك: أنا اكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا على ذلك، واتعدوا ليلة تسع عشرة من رمضان، وهي الليلة التي ضرب ابن ملجم فيها عليا . فاقبل كل واحد منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه(1).
فأما ابن ملجم فلقي أصحابه بالكوفة فكاتمهم امره حتى إذا أتى ذات يوم اصحابا له من تيم الرباب، وقد كان علي عكم قتل منهم عدة يوم النهر، فلقي من يومه ذلك امرأة يقال لها: قطام، وكان علي عي قد قتل أباها واخاها يوم النهر، وكانت جميلة، فلما رآها التبست بقلبه فخطبها، فقالت : لا اتزوجك حتى تشتفي لي. قال: وما تشآئين؟ قالت: ثلاثة الآف، وعبد، وقينة، وقتل علي ين أبي طالب، فقال: والله ما جآء بي إلا قتل علي بن أبي طالب، قالت: فإني أطلب لك من يساعدك، وبعثت إلى رجل يقال له : وردان فكلمته فأجابها. وأتى ابن ملجم شبيب بن بحره ويقال: شبث، وقال: هل لك في قتل علي؟
فقال: ثكلتك أمك !كيف تقدر عليه ؟ قال: اكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه، قال: ويحك! لو كان غير علي كان أهون، قال: أما تعلم بأنه قتل أهل النهر العباد المصلين، قال: بلى، قال نقتله بمن قتل من إخواننا، فأجابه، فجآءواحتى دخلوا على قطام، وقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه (2).
وروي انها أعدت له سيفا، فلما دفعته إليه قالت: اقتل عليا وارجع قرير العين مسرورا، فقال: لا بل أرجع سخين العين مثبورا، ثم إنهم أخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها على ث، فخرج صلوات الله عليه لصلاة (1)الطبري 83/6 ، وابن أبي الحديد 42/2 ، والبداية والنهاية 325/7، ومقاتل الطالبين 29.
(2) مقاتل الطالبين 33.
(93)
Sayfa 106