47

Guiding People of Understanding on the Innovation of Dividing Religion into Shell and Core

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Yayıncı

دار طيبة

Baskı Numarası

العاشرة

Yayın Yılı

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Yayın Yeri

مكة المكرمة

Türler

وعن أنس بن مالك ﵁ أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام، وكان يُهدي للنبي ﷺ الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله ﷺ إذا أراد أن يخرج، فقال النبي ﷺ: " إن زاهرًا باديتنا، ونحن حاضروه " (١)، قال: وكان النبي ﷺ يحبه، وكان دميمًا (٢)، فأتاه النبي ﷺ يومًا، وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، وهو لا يبصره، فقال: " أَرْسِلني! مَنْ هذا؟ "، فالتفت فعرف النبي ﷺ، فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه، وجعل النبي ﷺ يقول: " من يشتري العبد؟ "، فقال: " يا رسول الله إذًا والله تجدني كاسدًا " (٣)، فقال النبي ﷺ: " لكن عند الله لست بكاسد " أو قال: " لكن عند الله أنت غالٍ " (٤). وفيه مواساة الفقراء، وعدم الالتفات إلى صور الناس لأن العبرة بالقلوب والأعمال. وهكذا تَعَلَّم منه الأصحابُ ﵃، الذين هم أولوا الألباب: فعن عبد الله بن شقيق قال: (كان رجل من أصحاب النبي ﷺ عاملًا بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، وهو شَعِثُ (٥) الرأس مُشْعان (٦)، قال: ما لى أراك مُشْعَانًا وأنت أمير؟! قال: كان ينهانا عن الِإرفاه، قلنا: ما الِإرفاه؟ قال: " الترجُّل كل يوم ") (٧). وفي طريق أخرى عن يزيد بن هارون عن الجريري عن عبد الله بن بريدة:

(١) أي أننا نستفيد منه ما يستفيد الرجل من باديته من أنواع النباتات، ونحن حاضرو المدينة وُنِعدُّ له ما يحتاج إليه في باديته من البلد. (٢) الدميم: قبيح الوجه. (٣) كاسدًا: من الكساد، وهو العطل والبوار. (٤) أخرجه الِإمام أحمد (٣/ ١٦١)، والبغوي (١٣/ ١٨١)، والترمذي في " الشمائل " (٢٣٩) وغيرهما، وصححه الحافظ في " الِإصابة " (١/ ٥٤٢). (٥) أي: متفرِّق الشعر. (٦) هو منتفش الشعر، ثائر الرأس. (٧) رواه النسائي، وصححه الألباني في " الصحيحة " (٥٠٣).

1 / 47