33

Guiding People of Understanding on the Innovation of Dividing Religion into Shell and Core

تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب

Yayıncı

دار طيبة

Baskı Numarası

العاشرة

Yayın Yılı

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Yayın Yeri

مكة المكرمة

Türler

عبد الله يقول: " يا عجبًا لعمر! إن رأى حق الله عليه، فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به " (١). وفي رواية: (فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردُّوا علَّى الغلام)، فذكره. وروى ابن أبي شيبة أن رجلًا من المجوس جاء إلى النبي ﷺ وقد حلق لحيته، وأطال شاربه، فقال له النبي ﷺ: "ما هذا؟ "، قال: هذا ديننا، قال رسول الله ﷺ: " لكن في ديننا أن نحفي الشوارب، وأن نعفي اللحية ". وأخرج الحارث بن أبي أسامة عن يحيى بن كثير قال: أتى رجل من العجم المسجد، وقد وفر شاربه وجز لحيته، فقال له رسول الله ﷺ: " ما حملك على هذا؟ " فقال: " إن ربي أمرني بهذا " فقال رسول الله ﷺ " إن الله أمرني أن أوفر لحيتي، وأحفي شاربي "، ولما كتب رسول الله ﷺ كتابه إلى كسرى يدعوه إلى الِإسلام، وبعث به عبد الله بن حذافة، دفعه عبد الله إلى عظيم البحرين، ودفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه كسرى مزقه، فدعا عليهم رسول الله ﷺ أن يمزقوا كل ممزق، وبعد أن شق كتاب رسول الله ﷺ كتب " إلى باذان " عامِلِه على اليمن أن ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين جَلَدين فيأتيان به، فبعث باذان قهرمانه وهو بابويه، وكان كاتبًا حاسبًا مع رجل من الفرس، فجاءا حتى قدما المدينة على رسول الله ﷺ، ولما دخلا عليه ﷺ، وقد حلقا لحاهما، وأعفيا شواربهما كره رسول الله ﷺ النظر إليهما، وقال: (" ويلكما من أمركما بهذا؟ " قالا: أمَرَنا بهذا رَبُّنا) -يعنيان كسرى- فقال رسول الله ﷺ: " ولكن ربي أمرني بإعفاء لحيتي وَقَصِّ شاربي " (٢)، وقال لهما رسول الله ﷺ: " إنَّ رَبِّي قتل رَبكما الليلةَ "، سلط عليه ابنه شيرويه فقتله، فرجعا حتى

(١) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه " (٨/ ٢٠١، ٢٠٢)، وانظر: "سنن البيهقى" (١/ ٢٨٠). (٢) (رواه ابن جرير الطبري (٢/ ٢٦٦، ٢٦٧) عن يزيد بن أبي حبيب مرسلًا، وحسنه الألباني)، كما في " فقه السيرة " للغزالي هامش ص (٣٨٩).

1 / 33