الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Salih Fawzan d. 1450 AH
68

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Yayıncı

دار ابن الجوزي

Baskı Numarası

الرابعة ١٤٢٠هـ

Yayın Yılı

١٩٩٩م

Türler

ما تحبه نفسه من الشهوات والملذات والأموال والأولاد والأوطان. ومنها: أن من أحب الله - تعالى، فإنه يتبع رسوله ﷺ فيما جاء به، فيفعل ما أمر به، ويترك ما هي عنه؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ قال بعض السلف: "ادعى قوم محبة الله، فأنزل الله تعالى آية المحبة: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾؛ ففي الآية بيان دليل محبة الله وثمرتها وفائدتها؛ فدليلها وعلامتها: اتباع الرسول ﷺ، وفائدتها وثمرتها: نيل محبة الله للعبد ومغفرته لذنوبه. ومن علامات صدق محبة العبد لله ما ذكره الله بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ ١، فذكر في هذه الآية الكريمة لمحبة الله أربع علامات: العلامة الأولى: أن المحبين لله يكونون أذلة على المؤمنين؛ بمعنى أنهم يشفقون عليهم ويرحمونهم ويعطفون عليهم؛ قال عطاء ﵀: "يكونون للمؤمنين كالوالد لولده". العلامة الثانية: أنهم يكونون أعزة على الكافرين؛ أي: يظهرون لهم الغلظة والشدة والترفع عليهم، ولا يظهرون لهم الخضوع والضعف. العلامة الثالثة: أنهم يجاهدون في سبيل الله بالنفس واليد والمال واللسان؛ لإعزاز دين الله أعدائه بكل وسيلة. العلامة الرابعة: أنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم؛ فلا يؤثر فيهم ازدراء

١ سورة المائدة، الآية: ٥٤.

1 / 76