الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد
الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد
Yayıncı
دار ابن الجوزي
Baskı Numarası
الرابعة ١٤٢٠هـ
Yayın Yılı
١٩٩٩م
Türler
هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان
فلا اجتماع للقلوب، ولا صلاح للعالم؛ إلا بالتوحيد؛ كما قال تعالى-: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاّ الله لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ الله رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ ١، ولذلك إذا خلت الأرض من التوحيد؛ قامت القيامة؛ كما روى مسلم عن النبي ﷺ: " لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله".
ومثل تفرق المشركين الأولين في عباداتهم ومعبوداتهم تفرق القبوريين اليوم في عبادة القبور؛ فكل منهم له ضريح خاص يتقرب إليه بأنواع العبادة، وكل طريقة من الطرق الصوفية لها شيخ اتخذه مريدوه ربا من دون الله؛ يشرع لهم من الدين ما لم يأذن به الله.
وهكذا تلاعب الشيطان ببني آدم، ولا نجاة من شره ومكره إلا يتوحيد الله والاعتصام بكتابه وسنة رسوله.
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه؛ إنه هو مولانا؛ فنعم المولى ونعم النصير.
خطر الشرك ووجوب الحذر منه بتجنب أسبابه: الشرك أعظم الذنوب؛ لأن الله تعالى أخبر أنه لا مغفرة لمن لم يتب منه، مع أنه سبحانه كتب على نفسه الرحمة، وذلك يوجب للعبد شدة الحذر وشدة الخوف من الشرك الذي هذا شأنه، ويحمله على معرفته لتوقيه؛ لأنه أقبح القبيح، وأظلم الظلم؛ قال تعالى-: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ ٢، وذلك لأنه تنقص لله ﷿ ومساواة لغيره به؛ كما قال تعالى-: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ٣، وقال تعالى-: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ٤، ولأن الشرك مناقض للمقصود بالحلق والأمر من كل _________ ١ سورة الأنبيا، الآيتان: ٢١ - ٢٢. ٢ سورة لقمان، الآية: ١٣. ٣ سورة الأنعام، الآية: ١. ٤ سورة البقرة، الآية: ٢٢.
خطر الشرك ووجوب الحذر منه بتجنب أسبابه: الشرك أعظم الذنوب؛ لأن الله تعالى أخبر أنه لا مغفرة لمن لم يتب منه، مع أنه سبحانه كتب على نفسه الرحمة، وذلك يوجب للعبد شدة الحذر وشدة الخوف من الشرك الذي هذا شأنه، ويحمله على معرفته لتوقيه؛ لأنه أقبح القبيح، وأظلم الظلم؛ قال تعالى-: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ ٢، وذلك لأنه تنقص لله ﷿ ومساواة لغيره به؛ كما قال تعالى-: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ٣، وقال تعالى-: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ٤، ولأن الشرك مناقض للمقصود بالحلق والأمر من كل _________ ١ سورة الأنبيا، الآيتان: ٢١ - ٢٢. ٢ سورة لقمان، الآية: ١٣. ٣ سورة الأنعام، الآية: ١. ٤ سورة البقرة، الآية: ٢٢.
1 / 46