الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Salih Fawzan d. 1450 AH
104

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد

Yayıncı

دار ابن الجوزي

Baskı Numarası

الرابعة ١٤٢٠هـ

Yayın Yılı

١٩٩٩م

Türler

ذلك النجم؛ فهذا لا يصل إلى الشرك الأكبر، ويكون من الشرك الأصغر؛ لأنه يحرم المطر إلى النجم، ولو على سبيل المجاز؛ سدًا للذريعة. وقد روى البخاري ومسلم عن بن خالد ﵁؛ قال: "صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلمصلاة الصبح بالجديبة على أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف؛ أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال أصبح عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته؛ فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا؛ فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب". فقوله ﷺ: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر"، وفسر المؤمن بأنه الذي ينسب المطر إلى فضل الله ورحمته، وفسر الكافر بأنه الذي ينسب المطر إلى الكوكب، وهذا فيه دلي على أنه لا تجوز نسبة أفعال الله إلى غيره، وأن ذلك كفر، فإن اعتقد أن للكواكب تأثيرًا في إنزال المطر؛ فقد كفر أكبر؛ لأنه إشراك في الربوبية، والمشرك كافر، وإن لم يعتقد أن للكواكب تأثيرًا في إنزال المطر، وإنما نسبه إليها مجازًا؛ فهذا محرم، وهو من الشرك الأصغر؛ لأنه نسب نعمة الله إلى غيره. قال القرطبي ﵀: "وكانت العرب إذا نجم من المشرق، وسقط آخر من المغرب، فحدث عند ذلك مطر أو ريح؛ فمنهم من ينسبه إلى الطالع ومنهم من ينسبه إلى الغارب نسبة إيجاد واختراع، ويطلقون ذلك القول المذكور في الحديث؛ فنهى الشارع عن إطلاق ذلك؛ لئلا"يعتقد أحد اعتقادهم ولا يتشبه بهم في نطقهم ... " انتهى. وقد روى مسلم في "صحيحه" في سبب نزول قوله تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ....﴾ الآيات (الواقعة: ٧٥ - ٨٢) عن ابن عباس - رضي الله

1 / 112