93

الإرشاد إلى توحيد رب العباد

الإرشاد إلى توحيد رب العباد

Yayıncı

دار العاصمة

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٢ هـ

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

Türler

ويستفاد من قوله ﷺ: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر» مسألتان: الأولى: استحباب التلاوة والذكر في البيوت وتأدية النوافل فيها، كما دلت على ذلك النصوص، أما الفرائض فقد دلت الآيات والأحاديث على وجوبها على الرجال المكلفين مع الجماعة في المساجد إلا من كان تخلَّف لعذر مشروع. المسألة الثانية: أن القبور ليست مَحَلًّا للصلاة ولا للتلاوة، وأن هذه هي السنة المتبعة عند القرون المفضلة. وروى مسلم في صحيحه عن أبي مرثد الغنوي أن رسول الله ﷺ قال: «لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها». وعن ابن مسعود ﵁ مرفوعا: «إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد». رواه الإمام أحمد بسند جيد وأبو حاتم في صحيحه. فمن قصد القبور والمشاهد للصلاة والدعاء عندها فقد اتخذها مساجد وأعيادًا وارتكب ما نهى الله ورسوله عنه، ووقع في وسيلة من وسائل الشرك الأكبر. ومما يجب أن يعلم أن المقبورين من الأنبياء والصالحين يكرهون ما يفعل عندهم من البدع كل الكراهة، كما أن المسيح يكره ما يفعله النصارى به. وكما كان أنبياء بني

1 / 97