(علا في الأرض) هي أرض مصر (يستضعف طائفة) هم بنو إسرائيل ذبح منهم تسعين ألف مولود لأن الكهنة أخبروه أن زوال ملكه علي يد مولود منهم (ونمكن لهم في الأرض) هي مصر والشام (وهامان) هو وزير فرعون (إلي أم موسي) هي يخافذ بنت لاوي (في اليم) هو نيل مصر (فالتقطه آل فرعون) هو رجل منهم اسمه صابوث وقيل امرأة فرعون وقيل ابنته وقيل كان فرعون وامرأته في مقعد له بشاطئ النيل فرأي تابوتة في الماء من الشجر فأمر بإحضاره وفتحه فلما رآه أحبه وقال له الغواة نظن أنه المولود الذي تحذر منه فهم بقتله فمنعته امرأته (وقالت امرأة فرعون) هي آسية بنت مزاحم بن الريان بن عمرو بن أراشة وهي بنت عم فرعون ولم يكن لها ولد وهي التي سمته موسي لأنه وجد بين ماء وشجر (فارغا) هو من العقل وقيل من الصبر وقيل من الحزن لوعد الله أنه لا يغرق وقيل من كل شيء سوي ذكره (إن كادت لتبدي) هو لما رآي الموج يرفع تابوته ويضعه كادت تصرخ لفرط شفقتها وقيل هو لما تبناه فرعون كادت تعرفهم أنه ولدها لفرط سرورها (وقالت لأخته) هي مريم وكانت أكبر منه ومن هارون ولما دلتهم علي أمها قالت هي امرأة قيل ولدها مع الولدان (فرددناه إلي أمه) هو لما حضرت إليهم لشدة حرصهم علي موضعه فاسترضعوها وأجروا لها النفقة وردته إلي بيتها (ولتعلم أن الله حق) هو قوله: «إنا رادوه إليك» الآية (ولما بلغ أشده) هو ثلاث وثلاثون سنة واستوي بلغ أربعين سنة (حكما وعلما) هو النبوة والتوارة (ودخل المدينة) وهي مصر وقيل منوف (¬1) مدينة من مدن مصر (علي حين غفلة) هي وقت القائلة وقيل بين المغرب والعشاء وقيل وهم لاهون في عيد كان لهم (فوجد فيها رجلين) هما إسرائيلي وقيل هو السامري وهو الذي من شيعته والآخر خباز فرعون واسمه فاتون وهو الذي من عدوه وكان يسخر الإسرائيلي لحمل الحطب (¬1) إلي مطبخ فرعون (ظهيرا للمجرمين) هم فرعون وقومه لأن صحبته لهم أدته إلي القتل وقيل هم من تؤدي مظاهرتهم إلي الجرم كما أدت مظاهرة الإسرائيلي إلي قتل القبطي (وجاء رجل) هو صابوث الذي التقطه وقيل هو شمعان مؤمن من آل فرعون وكان ابن عمه (إن الملأ يأتمرون بك) هم فرعون وأشراف قومه (نجني من القوم الظالمين) هم فرعون وقومه لأنهم أرادوا قتله بقتل خطأ وهم ظلم (تلقاء مدين) هي مدينة شعيب سميت بمدين ابن إبراهيم عليه السلام كما سميت المداين باخية (امرأتين تذودان) هما صفورا وليا وقيل وشرقا وقيل صفورا وصفيرا بنتا شعيب - عليه السلام - وقيل هما بنات بيرون ابن أخي شعيب (إلي الظل) هو ظل سمرة وكان جائعا تعبا والخير الطعام (فجاءته إحداهما) هي صفورا وهي أكبرهما (وقص عليه القصص) هي قصص حاله من ولادته إلي حينه (من القوم الظالمين) هم فرعون وقومه لأنهم أرادوا قتله بقتل خطأ لخروجه عن سلطانه (قالت احديهما) هي صفورا التي جاءته (القوي الأمين) لأنه نزع عن فم البئر حجرا لا يقله إلا عشرة وصوب رأسه لما بلغته رسالة أبيها وأمرها بالمشي خلفه حتي وصلا (إحدي ابنتي) هي صفورا كبيرتهما وقيل الصغري (موسي الأجل) هو أبعد الأجلين وأوفاهما عشر سنين (وسار بأهله) هي صفورا وكان ذلك بعد وفاء الأجل بعشر سنين ويكون مقامه عنده عشرين سنة (من جانب الطور) هو طور سيناء (من الشجرة) هي عليقة وقيل سمرة وقيل عوسجة والعظيم منه الغرقد وقيل هي عنابة (من الرهب) هو خوفه لما صارت العصا ثعبانا فيبسط يديه متقيا بهما كفعل الخائف فأمر بجمعهما تأمينا وقيل هو أمر بثبات الجاش والجلد عند انقلابها حية وهو استعارة من فعل الطير لأنه إذا خاف نشر جناحيه (فذلك برهانان) هما اليد والعصا (قتلت منه نفسا) هو القبطي (هو أفصح مني لسانا) هو رتة كانت بسبب ما حصل في لسانه من الجمرة التي وضعها في فيه وهو طفل عند فرعون فأطلقه الله وقيل بقيت آثارها (عاقبة الدار) هي الآخرة (اجعل لي صرخا) هو قصر وقيل منارة بني له بالآجر المطبوخ وهو أول من طبخ الطين ورفعه ارتفاعا عظيما لم يبلغه أحد وجمع له خمسين ألف بناء سوي الأتباع فضربه جبرييل بجناحه فتقطع ثلاث قطع (بجانب الغربي) هو جانب الطور الأيمن لمن استقبل القبلة حيث ناجي الله تعالي موسي (إلي موسى الأمر) هو أمر رسالته إلي فرعون وقيل إعطاء التوراة (أنشأنا قرونا) هم القرون بعد موسى طال عليهم العمر فاقتضى الحكمة أن ترسل إليهم (تتلو عليهم) علي أهل مدين وقيل علي كفار مكة أي ما كتب في أهل مدين فتتلو علي كفار مكة حديثهم (إذ نادينا) هي ليلة التكليم وقيل إذ نادينا أمتك لموسى لما طلب ذلك (لتنذر قوما) هم أهل مكة (ما أتاهم من نذير) هم في زمن الفترة بين عيسي وبينه - صلى الله عليه وسلم - (فلما جاءهم الحق) هو القرآن علي لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - (مثل ما أوتي موسى) وهو إيتاء الكتاب جملة والعصا واليد البيضاء (قالوا ساحران) هم كفار مكة لما سألوا اليهود فقالوا نجد صفته في التوراة قالوا موسي ومحمد ساحران تظاهرا علي السحر وقيل هم أسلاف العرب قالوا عن موسي وأخيه ساحران تعاونا (أهدي منهما) هما التوراة والقرآن (وصلنا لهم القول) هو القرآن ونزوله متواصلا وقيل القول في أخبار الأمم وهلاكهم وقيل وصلنا القول في أخبار الدنيا بالقول في أخبار الآخرة (الذين آتيناهم الكتاب من قبله) هم مؤمنوا أهل الكتابين عبد الله بن سلام وأصحابه والذين قدموا من الحبشة ونجران وهذه الآية مدنية إلي قوله: «الجاهلين» (أجرهم مرتين) هو لإيمانهم بالكتابين وقيل بصبرهم علي أذى المشركين وأذى أهل الكتاب (بالحسنة السيئة) هو دفعهم بالحلم والاحتمال أذى الكفار وقيل هو دفعهم الشرك بشهادة الحق وهي كلمة التوحيد وقيل دفعوا بالطاعة ما تقدم من المعصية (من أحببت) هو أبو طالب لما حرص علي إسلامه فلم يجبه حتي مات علي دينه (وقالوا إن نتبع الهدي) هو الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف لما قال يمنعنا من أتباعك اجتماع العرب علي خلافه ولا طاقة لنا بهم (حرما آمنا) هو مكة الشريفة وحرمها وأمنهم من غارات العرب ببركته حتي النأي عنه منهم كان إذا قال أنا من أهل الحرم لم يتعرض له (إلا قليلا) هو بعض يوم للمارة والمسافرين (أفمن وعدناه) هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل حمزة وقيل عمار وقيل كل مؤمن (وعدا حسنا) هو الجنة وقيل الثواب (كمن متعناه) هو أبو جهل وقيل الوليد بن المغيرة وقيل كل كافر (الذين حق عليهم القول) هم الشياطين وقيل رؤوس الضلالة والقول كلمة العذاب (ما كان لهم الخيرة) هو قولهم لو لا نزل هذا القرآن علي رجل من القريتين عظيم وسيأتي وقيل فيما يعبدونه من دون الله وقيل هو قول اليهود لو أتاك غير جبريل آمنا بك (من كل أمة شهيدا) هو رسول كل أمة يشهد لهم وعليهم (إن قارون) هو ابن يصهر بن قاهث بن عم موسي وقيل عمه وابن خالته وكان أقراهم للتوارة ثم نافق كالسامري (ما إن مفاتحه) كانت من جلود البقر المفتاح منها بقدر الأصبع يحملها أربعون من أقوي الرجال وقيل كانت وقر ستين بغلا والعصبة قيل أربعون وقيل من عشرة إلي خمسة عشر وقيل إلي أربعين (قال له قومه) هو موسى وقيل بنو إسرائيل (نصيبك من الدنيا) هو العمل الصالح وقيل النعم فيها وقيل الكفن وقيل الكفاية (علي علم عندي) هو ما إعتقده في نفسه من العلم والفضل المقتضي لتفضيله علي غيره بالمال لأنه كان أعلم بني إسرائيل وقيل هو علم الكيمياء وقيل هو العلم بالمكاسب ووجوه التجارات (في زينته) هي بغلة شهبا بسرج من ذهب ومعه أربعة آلاف فارس عليه وعليهم وعلي دوابهم الأرجوان وهو الأحمر وقيل خرج هو وأتباعه في ثياب حمر وصفر وقيل علي برادين بيض عليها سروج الأرجوان وعليهم المعصفرات (فخسفنا به وبداره) كان بينهما في الخسف ثلاثة أيام لأن بني إسرائيل قالوا إنما دعا موسى عليه ليستبد بداره وماله فخس بها بعده بثلاثة أيام بدعاء موسى (لرادك إلي معاد) هو مكة الشريفة وعودة إليها يوم الفتح ومعاد الرجل بلده نزلت بالجحفة في طريق هجرته وقد أساق إلي مكة وقيل نزلت بمكة وعدا له بأنه سيظهر عليها بعد هجرته منها وقيل هو القيامة وقيل الجنة (إلا وجهه) هو عبارة عن ذاته تعالي وقيل مكة وقيل معناه إلا ما قصد به وجهه تعالي.
Sayfa 68