مستعملًا كل فضيلة متجنبًا كل رذيلة مجتهدًا في بلوغ القصوى وقمع النفوس عما تحب وتهوى عاشقًا لصورة الجمال مستلذًا بمحاسن الخلال يرى الكمال دون محله والتمام أقل أوصافه ونبله فقد قيل قبيح بذي العقل أن يكون بهيمة وقد أمكنه أن يكون إنسانًا أو إنسانًا وقد أمكنه أن يكون ملكًا قال المتنبي
ولم أر في عيوب الناس شيأ ... كنقص القادرين على التمام
وقال علي بن مقلة
وإذا رأيت فتى بأعلى قمة ... في شامخ من عزة المترفع
قالت لي النفس العروف بفضلها ... ما كان أولاني بهذا الموضع
والمنهج القويم الموصل إلى الثناء الجميل أن يستعمل الانسان فكره وتمييزه فيما ينتج عن الأخلاق المحمودة والمذمومة منه ومن غيره ومن أخذ نفسه بما استحسن منها واستملح وصرفها عما استهجن منها واستقبح فقد قيل له كفاك تهذيبًا وتأديبًا لنفسك ترك ما كرهه الناس من غيرك وقيل لعيسى ﵇ من أدبك قال ما أدبني أحد رأيت جهل الجاهل فتجنبته
إذا أعجبتك خلال امرئ ... فكنه تكن مثل من يعجبك
وليس على المجد والمكرمات ... إذا جئتها حاجب يحجبك
وقالوا من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك هو الأحمق بعينه
لا تلم المرء على فعله ... فأنت منسوب إلى مثله
من ذمّ شيأ وأتى مثله ... فإنما دل على جهله
1 / 15